الطريق الى الكوت....
بقلم : ماجدة الجبوري
العودة الى صفحة المقالات

لم ار مدينة الكوت من قبل، ولكن شاءت الظروف ان ازورها الاسبوع الماضي برفقة الزميلة (ام دريد)، ولا اخفي شعوري فقد فكرت كثيرا ليلتها، ورسمت لها صورة جميلة، خاصة اني قد سمعت بسدة الكوت كثيرا.
السفر الى الكوت عن طريق كراج النهضة، وفيه ترى العجب، ثلاثة انواع من العربات التي ستقلك، للمدينة، لها ستة اسعار، بتبريد، بدون تبريد، عربات كبيرة ومتوسطة وصغيرة.
بعد الانطلاق كنت ارقب الطريق، على الجانبين، اندهشت لكثرة سيارات الحمل واللوريات، انصاف وارباع سيارات، محلات الفيترجية، لا أشجار، لا زرع، ولا حتى خضرة، بل صحراء قاحلة وان وجد شجر فانه يستغيث من العطش، عار او نصف عار من الاوراق، لونه اصفر، مغبر بالتراب، لاحياة فيه ابدا، شيء يبعث على الحزن والاسى حقا.
منطقة الوحدة...
بيوتها من الطين، معظمها اكواخ مبعثرة، كانها بنيت في القرون الوسطى، انه موسم جني الحنطة والشعير، فهناك نساء يكنسن( محلة الحبوب) واخريات يعبئن الحبوب باكياس نساء محنيات الظهور، وعلى مسافة غير بعيدة شاهدت امراة كبيرة تتفقد مزرعة صغيرة، في حين كناتها، او بناتها، متوجهات نحو الدار، يمتطين ظهور( الحمير) مع الحشيش ا، فهذه ميزة بنات الريف، خاصة عند قطع مسافات طويلة.
سيطرة الكوت...
ترجل ضابط وطلب هويات الركاب، علق احدهم ( اهوو يا اخي خلي ايكول انطيني جنسيتك، ولا ايكول انطيني هويتك، من اسمع هذي الكلمة اتخبل، اشوكت نخلص) رد عليه الثاني، هاي سهلة راح توصل وتشوف تتونس بالكهرباء ابهل حر، والماي والتربان، علقت ام دريد هاي مو خوش فقرة!!!
ولكن عند السيطرة نفسها كتب هذا الاعلان : ( المفتش العام لوزارة الداخلية في واسط يدعوكم للابلاغ عن حالات الفساد الاداري)، قلت في داخلي اكيد راح انشوف مدينة حلوة مرتبة بشوارعها وخدماتها، ميخالف ماكو ماء وكهرباء!
وصلنا الكوت وشفنه السدة، وعبرنا نهر الكوت العظيم سابقا، كما يقولون الكوتيون، هذا النهر الواسع الذي يشطر المدينة الى نصفين، (اكثر من نصف النهريابس)، ثم وصلنا الى منطقة العزة، حيث  زوجة شقيق ام دريد (ام سناء) التي استقبلتنا برحابة صدر وكرم ينم عن طيبة ، ثم اصطحبتنا الى مقر الحزب الشيوعي هناك، الذي وصلنا اليه بصعوبة، بسبب حفريات الرصيف( هذا سر المحافظات جميعا الاعتناء بالرصيف، تفليشه واعادة بنائه، وتفليشة واعادة بنائة مرة اخرى كل بضعة اشهر!).
عند تجوالنا في السوق، كانت نظرات الناس لنا مريبة، وكاننا من غير كوكب، بالرغم من اننا كنا نرتدي تنورة طويلة وقميصا باكمام، ونلف شعرنا بشال!!
سالنا ام سناء شنو القضية ، اجابت عيني لان مالابسات جواريب، عرفوجن غريبات جان ماسكتو عليجن، عيني كلشي تغير بالمدينة ( وكاننا في مناطق طالبان).
بصراحة رؤية محافظة الكوت بهذا الشكل كانت صدمة لي، الشوارع محفرة، مهجورة، النهر وشاطئاه مهملة تماما، بصورة عامة المدينة والناس (تعبانة).
كان ممكنا ان تبنى على نهر الكوت اجمل الكازينوهات، والمطاعم، واستراحات للعوائل والاطفال، ولكن اهل الكوت يتحسرون على المليارات التي تصرف في اماكن بعيدة عن خدمات الناس،هذا التدهور في الخدمات يشمل كل المدن وليس الكوت وحدها.
عند خروجنا في الصباح، قرأت عبارة، تقول( الراشي والمرتشي، عقابهم النار!!!).

  كتب بتأريخ :  الإثنين 29-06-2009     عدد القراء :  2663       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced