ثقافة الشباب في أزمة
بقلم : صفاء البابلي
العودة الى صفحة المقالات

يعد مفهوم الشباب من المفاهيم المرتبطة بعلم الاجتماع، حيث يقوم هذا العلم بتحديد الفئات العمرية على انه بناء اجتماعي _ تاريخي متحرك وان ارتبط بمعايير بايلوجية. فهذا المفهوم يكون مرتبطا بوصف فئة عمرية. وهذه الفئة الاجتماعية تكون ذات ثقافة خاصة بها، ففي عمر معين نعد هذه الفئة شبابا ويمكن ان نميزهم عن الفئات العمرية الأخرى كالأطفال والبالغين والكبار . من الملفت للنظر ان جميع الدراسات سواء كانت اقتصادية او سياسية او اجتماعية التي تناولت تقسيم المجتمعات لايتم التقسيم فيها على الأساس العمري. ولكننا نلاحظ ان التقسيم يجري في الغالب اما على اساس طبقي مادي او على أساس قومي أو عرقي او اثني وقد يجري على اساس النوع الاجتماعي للجنس (الجندر).

في البدء لانستطيع أن نصف الشباب بشكل عام متجاوزي الظروف، فالشباب يختلفون حسب الزمان والمكان. نرى على سبيل المثال ان الشباب في الخمسينيات من القرن الماضي يختلف عن الشباب في التسعينيات، وكذلك الآن من حيث الطموحات والاهتمامات والثقافة. وكذا الحال بالنسبة لشباب اوربا الذي عاش في فترة مابين الحربين العالميتين. انه بكل تأكيد يختلف عما هو الآن ولكننا عموما لانتجاهل السماة الأساسية لهذه الفئة المهمة في المجتمع وكلما دققنا نلاحظ ان الفوارق تزداد تعقيدا حسب تقسيمات المجتمع على أساس فوارق طبقية، من طبقة عاملة ووسطى او على أساس الفوارق بين المدينة والريف، او على أساس المجتمع. فهناك فرق بين مجتمع قائم على الأنظمة الديمقراطية الحديثة والقوانين التي تراعي حقوق الإنسان والحرية الفردية، وأخر لا يقوم على أساس هذه النظم من حياة سياسية تسلطية لاتؤمن بالآخر، الى نسف جميع الحريات وضعف التنمية الاقتصادية ، وكل هذه الظروف تساهم في تحديد ثقافة الشباب والخبرات التي يكتسبونها والتجارب التي يمرون بها.
فالثقافة عبارة عن مجموع القيم والمعتقدات التي تحدد النظرة للعالم وللآخرين، فأهمية القيم والمعتقدات انها تحدد السلوكيات وتتجلى عما يصدر فيما بعد من المواقف والأفعال. وزيادة الوعي الثقافي للشباب  يحصل من خلال عدة أمور اولها المشاركة السياسية للشباب والالتزام بقضايا المجتمع المدني. نلاحظ اليوم عزوف الشباب عن السياسة واللامبالاة  بالأمور العامة لان إهمال الشباب للشأن العام يخفي وراءه انتشار قيم الفردانية وغياب الروح الجماعية وعدم التفكير في ان الحل لابد ان يكون جماعيا. الخطاب في هذه المرحلة يستدعي توجيه الشباب الى الاهتمام بالشأن العام والمشاركة في تأسيس قيم المجتمع المدني وذلك عن طريق نشر قيم التسامح وثقافة التعددية وحثهم على المشاركة في الاحزاب التي تبتعد في برامجها عن الاستقطابات الطائفية ولها برامج وطنية تهتم بالوطن لاغير، متعالية على القومية والطائفية. لان تأسيس المجتمع المدني يتكرس عن طريق إعلاء قيم المواطنة. وهذه القيم لابد من تحقيقها عبر تغليب التعددية والتسامح والحس الوطني لأننا في مجتمع متعدد الثقافات. والنقطة الثانية تكريس ذاكرة تاريخية  ثقافية  متنوعة مرورا بجميع العصور وجعل الذاكرة المتنوعة من ضمن أولويات المؤسسات الثقافية المعنية بهذا الموضوع. أما النقطة الثالثة وهي نشر الثقافة الجنسية وهذه النقطة حساسة وصعبة في نفس الوقت، ان نشر هذه الثقافة بشكل يحقق التوازن ويحاول القضاء على حالة الصراح بين الثقافات الحديثة والثقافات التقليدية، بين الحداثة والتراث بشكل يحقق الحفاظ على الذات وينأى عن مشاكل الشباب في هذا الجانب من مظاهر العنوسة والتحرر.

  كتب بتأريخ :  السبت 12-09-2009     عدد القراء :  2598       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced