أيها الناخب مستقبلك رهين بصوتك فلا تفرّط به
بقلم : جواد وادي
العودة الى صفحة المقالات

أخي الناخب، توحدنا هذه الأيام هموم مشتركة وآمال عديدة راهنا أنا وأنت منذ سقوط الطاغوت وحتى الآن، أن تتغير حياتنا إلى الأحسن بعد أن تخلصنا من أشرس طاغوت كوني، وتنفسنا الصعداء وعقدنا العزم على أن نمضي جميعا كعراقيين مُضامين عشنا عقود من سنوات الجمر وكانت حياتنا رهينة بإشارة من الحاكم الأوحد المخبول لمحونا جميعا وهذا ما حدث.
إن تغييرا مباركا استبشرنا به جميعا ليس من اليسير الامساك به والحفاظ عليه إن لم نحتكم على الحرص الشديد والوطنية الصادقة والسعي معا يدا بيد من أجل الوصول الى الهدف المنشود. فكانت النقلة النوعية والتي ازاحت عن صدورنا غبار، الضيم فتوجهنا لصناديق الاقتراع كتقليد حضاري وديمقراطي كفيل بأن يعيد بناء الانسان والذي سيقود حتما إلى بناء الوطن للخروج من المحن التي ما تركت يوما للعراقي سلطة القرار والتفرغ للبناء واستعادة كافة حقوقه التي صادرها النظام الصدامي المجرم. ليعاني الآن من تخبط وفوضى.
وهنا ينبغي أن نقف وقفة تأمل ومراجعة جادة ووضع مقارنات بين ما كنا نأمل من تحقيق لأهداف مشروعة، وما وصلنا له من اخفاقات أبقت دار لقمان على حالها. فما الذي حدث؟
راهنّا جميعا على وضع ثقتنا برموز سياسية كنا نأمل أن يكونوا أمناء على الحفاظ على الصوت الذي منحهم الفرصة للوصول الى سلطة القرار، وحين تسنى لهم ذلك، مع تحفظي على المصوت الذي دفعه وازعه العاطفي والديني لمنح صوته على هذه المراهنة دون الوقوف في لحظة تفكير سليمة ليكون الإختيار موفقا ليذهب الصوت لمن يستحقه، فوقعت الكارثة وتوقف المسار الذي كان وخلال السنوات العشر الماضية إن توفرت النوايا الصادقة والضمير الوطني، سيحقق طفرات نوعية في اعادة بناء العراق برمته، لكن الكارثة أننا اكتشفنا أن من سرق صوتنا وظفه لمصالحه الشخصية وترك كل شيء على حاله ولا من ذرة محاسبة للضمير، ولا اعتبار لمن منحه صوته غافلا أو عن وعي غير موجه.
وحين زيارتي الأخيرة للعراق وجدت أن العراقيين يعيشون حالات من جلد الذات ندما لكونهم منحوا أصواتهم لمن لا يستحق، وكأني بهؤلاء النادمين كمن حفر قبر مستقبله وأسرته ودفنه بنفسه. فهل من طامة أخطر وأمر وأعتى من هذه النهاية؟
والآن بات من الضروري أن يصحح الناخب الخلل الذي وقع به والذي وصل أحيانا الى الخطأ القاتل.
فهل يعقل أن يلدغ المرء من جحر مرتين؟ وقد تبين لهذا المرء الملدوغ أنه أقحم نفسه في مطب، رهن مستقبله وعائلته والوطن برمته بأيادي ما همها يوما المصلحة الوطنية وإنصاف المتعبين.
اتضح لي جليا، أن العراقيين باتوا على وعى أنضج من خلال ما اكتسبوه من تجربة كانت فتية في بدايتها، ولكن السنوات العشر الماضية صقلت درايتهم وباتوا أكثر كفاءة وتبصرا لمنح أصواتهم لمن يستحق، وهم يعلمون جيدا التيارات النقية والتي ما امتدت أياديها للمال العام وثوقا منها بأن من يتطاول على قوت الفقراء وأموال الوطن، لهو انسان مجرم وعمله يعد خيانة عظمى، وسيأتي اليوم الذي تتم محاسبة كل اللصوص وحيتان نهب المال العام، وسوف لن يفلت هولاء المجرمون من الحساب العسير، طال الوقت أم قصر.
بات إذن من الواجب الوطني والملح على الناخب العراقي أن يختار الأصلح والأنقى، وهو أعرف من يكون هذا الوطني الغيور الذي يستحق أن يمنحه صوته الثمين، لا أن يكرر ذات الخطأ المميت، ليبقي على ذات العينات التي نهبت البلد، وهرّبت ثروة العراق إلى الخارج، وما همها أبدا إن أعيد بناء العراق المخرب أم يظل يدور في دوامة من متاهات وعذابات لا نهاية لها.
إختر أخي الناخب، الأصلح إذا كنت وطنيا غيورا ويهمك بناء البلد والانسان كي تضمن مستقبلك وأسرتك وكل العراقيين ولا تقع في ذات المطب الخطير. والعبرة لمن اعتبر.

  كتب بتأريخ :  السبت 13-04-2013     عدد القراء :  1466       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced