الكارثة قادمة بكل جنونها
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

يختضب الفرح بين جوانحي احمرارا، فتهرب كل مجسات التفاؤل في روحي نحو دنيا الهزيمة، حاملة في عربتها كل الآمال التي تهشمت والتي حالفتها صدفة الموت المجاني، لعلها تجد من يتعاطف مع محنتها وهي تحمل بضاعة أبسط ما يقال عنها بضاعة بائرة، اهملها التاريخ وتناساها كل الناس، لأن مفردتها لا تعني شيئا في قاموس رجال الحكم، فرجال الحكم لهم قاموسهم الخاص بمفرداتهم، حروف مفرداته لا تتعارض مع نهجهم، وفهرسه يتماشى مع طموحاتهم لأنهم قادة هذا الوطن المبتلى بهم، هم وحدهم يمتلكون احقية الابدال، وهم وحدهم يمسكون بزمام تغير البحث في قاموسهم، لهذا من الصعب أن يرى المرء في ألوان لغتهم غير اللون الوردي!! وهذا بالطبع ليس سذاجة في تفاؤلهم بقدر ما هو الايحاء الكاذب باستشراف المستقبل، فقد نقرأ في قاموسهم مفردات الفساد والجريمة والوضع الأمني المتردي وغيرها من المفردات التي تعكس حقيقة ما يجري، إلا أنهم يستخدمونها من أجل أن يذروا الرماد في عيون المغفلين من أبناء شعبنا.
يختضب الفرح بين جوانحي احمرارا، فتهرب كل مجسات التفاؤل في روحي نحو دنيا الهزيمة، وتستقر بكل كيانها في دنيا الكارثة، مادامت الكارثة قادمة بكل جنونها، جنونها الذي سوف يزف العراق إلى عرسه الدموي، دموي بكل ما تعني هذه الكلمة من قتل همجي، همجي لا يتوقف هيجانه بكذا من السنوات، سنوات تزيد الخراب خرابا. إنها الكارثة التي يبدو أنكم تنتظرونها على أحر من دماء ابناء شعبكم يا حكامنا، كارثة حقيقية قادمة بفعل قلة حيلتكم، وبفعل طموحاتكم الحزبية الضيقة، وبفعل رغبتكم في الاحتفاظ بكرسي الحكم، أما ترون كم أرتوى ثرى العراق بدماء ابناءه؟ لقد شبع الثرى يا حكامنا من دماء العراقيين لماذا تطمحون إلى المزيد؟ هذه المرة الكارثة قادمة وهي ضاحكة، تضحك لأنكم وفرتم لها كل مستلزمات ديمومتها، ضاحكة لأنكم عبدتم لها طريق عرسها بالدم العراقي، وهل هناك أغلى من الدم مهرا لأي كارثة؟ لهذا فالكارثة قادمة تتبختر في مشيتها هذه المرة، لأنكم تسيرون أمام موكب عرسها، حاملين الدم العراقي زيتا لقناديل عرسها.
يختضب الفرح بين جوانحي احمرارا، أنا القابع خلف همومي اترقب ما يحدث، وليس لي غير أن ارثي دماء أبناء وطني، مثلما أرثي الحزن المتخثر في عيون امهاتنا، وهنَّ يلتصقنَّ بجدران النذور من أجل هذا العراق.
يا عراق الألم
يا عراق الدموع
يمته بحضرتك تتوهج شموع
ونزورك محبه
بفيك نستراح
ونمسح حزن وجهك وسنين الجراح
ياومضة فرح من أول عشگ
يا غافي بمحنه ما بين الضلوع

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 30-04-2013     عدد القراء :  1568       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced