سوريا: إسرائيل رأس الحربة في التدخل..!!؟
بقلم : باقر الفضلي
العودة الى صفحة المقالات

في مقالة سابقة نشرت بتاريخ 1/2/2013 ، حول العدوان الإسرائيلي الذي إقترفه سلاح الجو الإسرائيلي فجر الأربعاء 30/1/2013 ضد مركز علمي في ضواحي دمشق؛ فقد جرى التطرق الى أبعاد ذلك العدوان من أغلب الزوايا الأكثر أهمية، ومنها أيضاً ردود الفعل التي قوبل بها ذلك العدوان من قبل غالبية الدول العربية، وكذلك الموقف السلبي من قبل الأمم المتحدة..!(1)
وليس في العدوان الجديد من جديد في كل ما أشير اليه في المقال السابق، وإذا ما أراد المرء الإجمال، فالعدوان الجديد فجر يوم الأحد 5/5 /2013، لا يختلف في كل أبعداه السياسية والعسكرية وفي محتواه وأهدافه عن سابقه، إذا ما إغفل المرء حجم الضحايا والخسائر المادية، ولكن كل ما يمكن قوله وهو ليس بالجديد أو الغريب بالنسبة لدولة مثل إسرائيل، التي إعتادت إقتراف مثل تلك الإنتهاكات، كونه  يشكل إمتداداً لحالة العدوان المستمر الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية الحالية، بعد أن أمنت المحاسبة الدولية، وضمنت التأييد والموافقة من قبل أمريكا تحت يافطة "حماية" أمنها الوطني، حسب تصريح السيد أوباما..!(2) 
الملفت، أن يأتي هذا العدوان الإسرائيلي الجديد على الدولة السورية، متوافقاً مع كل تلك الضجة الإعلامية للتحالف الأمريكي _ الغربي/ التركي _ الخليجي ومعهم إسرائيل نفسها، حول ذريعة "إستخدام الأسلحة الكيمياوية" من قبل سوريا، ومشفوعاً بنداءات الإستغاثة والتدخل الخارجي، التي أطلقها الشيخ القرضاوي، وما أعقبها من مطالبة البعض من المعارضة السورية بلسان الناطق بأسم الجيش الحر في 4/5/2013، بالحاجة للتدخل الدولي..!؟(3)
كل هذا وفر لإسرائيل فرصة سانحة لإستثمار الأوضاع السائدة في المشهد السوري، وخلط الأوراق بتوجيه ضربتها الجوية الجديدة، الأمر الذي وضعت فيه كافة أطراف "التحالف الوطني السوري" من المعارضة، بما فيها التجمعات الإسلامية الأخرى المتورطة في المشهد الداخلي السوري، في موقف لا تحسد عليه، لتجد نفسها جنباً الى جنب، داخل الدائرة الإسرائيلية، في عدوانها الجديد على الدولة السورية، رغم إرادتها، وهذا لعمري ما يسيل له لعاب دولة إسرائيل وما تعمل من أجله..؛(4)
إن العدوان الإسرائيلي الجديد على دولة سوريا، قد جعل كل الأبواب مشرعة أمام كل الإحتمالات، التي في طبيعتها تعتبر تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين، ولا يمكن توصيف العدوان نفسه، إلا بإعتباره إنتهاك لميثاق الأمم المتحدة، وبمثابة إعلان حرب على دولة عضو في الأمم المتحدة،  وما لذلك من تداعيات غير محسوبة النتائج على صعيد المنطقة، والصعيد الدولي..!؟(5)
فالصراع الداخلي السوري، من حيث كونه موالاة ومعارضة، قد فقد سماته الداخلية منذ وقت بعيد، بعد أن دخلت على ملفاته قوى وأطراف دولية، تعددت لدرجة بات من غير السهل التقريب بين وجهات نظرها؛ فالأمر أبعد في جوهره من مجرد أفكار متباينة بين قوى داخلية حسب، بقدر ما هو مصالح متعارضة بين أطراف خارجية، لجميعها أذرع مسلحة، تستخدمها عند الحاجة والوقت المناسب، وليست إسرائيل إلا طرف من تلك الأطراف، وذراع من أذرعتها في عين الوقت، أما مصالحها فليست بمعزل عن مصالح تحالف "أصدقاء سوريا"؛  وما تتعرض له سوريا حالياً، إنما هو حرب كونية تستهدف سوريا من كل حدب وصوب، وتشكل فيه إسرائيل، رأس الحربة للتدخل العسكري في سوريا، إسوة بالدور الذي قامت به فرنسا نيابة عن الناتو، عند التدخل العسكري في ليبيا؛ وما عدوانها اليوم وما قبله، إلا محاولات للتمهيد للتدخل العسكري، المرسوم طبقاً لمخطط تحالف "أصدقاء سوريا" في الوقت المناسب..!؟

  كتب بتأريخ :  الإثنين 06-05-2013     عدد القراء :  1454       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced