الفاشية تـُلَوحُ بمنديلها الدموي
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

تتهامس أجفاني مع الكرى لحظات ومع السهاد ساعات، فلا شيء غير تلك الصفحات الدموية من التاريخ البشري، يتلوها زمن خرف بكل صدق حروف هذه الكلمة، مادام يعيد تفاصيل تلك الصفحات بأشكال أخرى وأسماء ملونة، خضراء وصفراء وأحيانا بنفسجية، من أجل أن يرتوي هذا العطش الأزلي الكامن في كبد أصحاب رؤوس الأموال ورجال حكوماتهم، عطش للدم من أجل أن تتراكم أرصدتهم في البنوك، عطش للدم من أجل تتسع رقعة المساحات التي يسيطرون عليها، عطش للدم من أجل أن يزداد معدل أرباحهم، عطش للدم من أجل أن يعثروا على تسويق اكبر لمنتجاتهم، عطش للدم من أجل أن يرتوي التنين القابع في ارواحهم، لهذا تراهم في كل يوم ينسجون ثوبا جديدا للفاشية، مرة من أجل حرية الشعوب، وأخرى من أجل أشاعه الديمقراطية، وفي كل هذه الأحوال نرى الفاشية تلوح بمنديلها الدموي رغما عن أرادتهم، لأنها في الحقيقة لا تملك لونا حقيقيا غير لون الدم، ولا تشع بغير الرغبة الطافحة للقتل، (وهل يتلألأ نور في مشكاة دماء ؟)
تتهامس أجفاني مع الكرى لحظات ومع السهاد ساعات، فلا شيء غير تلك الصفحات الدموية من التاريخ البشري، رغم مرور ما يقارب ثمانية وستين عاما على القضاء على عنوانها، فقد أثبتت لنا أيام الزمن الخرف من أنها تفتح فمها على سعة فكيها من أجل أن تلتهم أكثر ما تستحوذ عليه، فلا حدود لشهيتها في الالتهام، تستعيد أمجادها في احتلال البلدان، وتزهو بمعدلات القتل المجاني للشعوب، والمضحك المبكي أنها ترثي قتلى الشعوب، هذا ديدنها منذ أن غذت عودها رؤوس أموال الفاشيين الأوائل، تخادع في كل شيء إلا في مصالحها، تكذب في كل شيء إلا في الحفاظ على موطئ قدمها، تتنكر لكل شيء إلا لتفعيل أرباحها، تخلق من البلدان التي تحتلها ساحة للقطائها، وتطلق عليهم أسماء لا تعبر في حقيقتها إلا عن أخلاقها، فمرة القاعدة وأخرى قوى إرهابية، وهم في الحقيقة أصناء لها، يلوذون بها وقت الضيق، ويحتمون بها عند اشتداد أزمتهم، لأنهم خلقوا من أضلاعها.
تتهامس أجفاني مع الكرى لحظات ومع السهاد ساعات، فما زالت بلادنا تئن من ضربات أصناء الفاشية في كل يوم، لأن الفاشية تلوح بمنديلها الدموي بوجه كل الجمال،
( هل قلتَ { بغدادُ مكسوةٌ بتباريحها؟}
ليكنْ بيننا التباسٌ
أتُراها رُسِمَت في كتاب ِالخليقة ِمشطورةً
بين نار ٍونارٍ؟
الخرابُ يجر ّعلى أرضها خطاهُ،
وخُطاها
لا تقود ُإلى أي ضوءٍ)

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 07-05-2013     عدد القراء :  1524       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced