الصگار....عميد الثقافة العراقية
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

( حبري أسودِ
  فلا تطلبوا مني أن ارسم قوس قزح)
              أنسج من تعرجات الزمن المنطوي على نفسه، بشائر فرح قادم، ليس من أجل خداع الروح، بل هو الحلم الذي بدونه ليس غير الموت سبيل، وليس غير الانكفاء على الذات ورؤية الأسوأ الشامخ بقامته الرعناء، وهو يمد عنقه كي يجعل من وجوده كيانا أوحد، يوزع أدرانه على أوراق اغصان الشجر الطافح بالحب، ويغسل نهارات العراق بقيحه المسرطن، مثلما يفرك ليل العراقيين بوابل من التخلف المزمن، كي يذهب بهم في متاهات الشعوذة والغيبيات، عند ذلك تنسحق الثقافة العراقية تحت عجلات هذا المارد الأحمق، ويموت الجمال بكل ألوانه، مثلما يخيم ظلام الأمية الثقافية على كل شبر من بلاد الرافدين.
( خيمتْ غيمةٌ
فوق َحقل ٍحزين،
أخذ الحقلُ يقرأ ُللطير أشعاره)
لهذا أنسج من تعرجات الزمن المنطوي على نفسه بشائر فرح من بنفسج وياسمين، وأرمي بكل شباك تفاؤلي في بحر ثقافة العراق، فترتسم على صفحة هذا البحر وجوه عديدة، قدمت خلاصة روحها وأبداعها لثقافة هذا العراق، بنت صرح هذه الثقافة بقامتها التي تقاوم كل عوامل التعرية، وتقف بوجه الزمن المتخاذل، لأنها ثقافة غير قابلة لتغيير نهجها، ونهجها هو الجمال، فكيف للجمال أن يتبدل إلى قبح؟ وكيف للجمال أن تتحول قيمه التي تبز النجوم بنقائها إلى حاويات قمامة؟ هكذا ربما يريد حكامنا وأصحاب الحل والربط في عراقنا، ولكن الشمس لهم أقرب من مبتغاهم هذا، لأن ثقافة العراق تعمدت بصدق مشاعر الذين أرسوا صرحها.
(ايها الفجرُ
متى تمنحني الحبرَ الذي يكتبَ ليلي)
بكل الإصرار الانساني انسج من تعرجات الزمن المنطوي على نفسه بشائر فرح لثقافة عراقنا، وأشير بكل فخر إلى كل من منح ثقافتنا دفئه وروحه وحنانه وصدقه ونقاءه وتفاؤله وإخلاصه وسنوات عمره كلها، منح كل هذا دون مقابل سوى أن يرى ثقافتنا تفرش أجنحتها على كل مساحة هذا العراق، عراقنا المبتلى بكل رداءة الزمن الحاضر، ومن هؤلاء الشاعر والفنان والإنسان محمد سعيد الصگار، والذي ندعوه بكل فخر عميد الثقافة العراقية، ليس لمنجزه الإبداعي فحسب، بل لحرصه على هذه الثقافة وتطويرها وإغناءها، وأنتمائه لهذا العراق الذي لا يريد غير أرضه مدفنا لجسده حيث يرغب أن تكون شاهدة قبره:
( يا حدود العراق أرسمي لي،
حدود فؤادي،
وأرسمي للفراتين خطين،
وأعتصري القلب بينهما،
ليذوب بماء بلادي)

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 14-05-2013     عدد القراء :  1854       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced