فلسطين:النكبة.. الحدث الذي لا ينسى/ثانيا..!
بقلم : باقر الفضلي
العودة الى صفحة المقالات

تظل "النكبة" في معناها اللغوي، كارثة وخسران دائم، طالما ظلت آثارها وتداعياتها، ماثلة للعيان.. وحيثما إستحالت ويلاتها، إرثا يتوارثه الأبناء والإحفاد، وتستشعره الأرض، في بقايا الأطلال وخرائب الديار، ويستذكرها الزمن جرحاً غائراً في حروف المعلقات وصدى مدوياً لأحزان الثكالى..!
وللنكبة في ظل أجيال الآباء والأبناء الفلسطينيين، معنى آخر؛ معنى إرتبط صداه في جذور الكلمة، ووقعه على النفس، في دلالاتها المعنوية، معكوسة بكل ما يخدش الكرامة الإنسانية، وبما يعنيه فقدان الأرض والوطن، وسرقة الحق في الأمن وحياة الإطمئنان، وفي الإذعان لقبول الأمر الواقع، والإعتراف بالسرقة وإغتصاب الحقوق، والرضى بحياة التشرد والشتات؛ فمعنى "النكبة" وكلما إرتبط بها بالنسبة لأجيال الفلسطينيين ممن عاصرها أو كابد ويلاتها المستمرة، هو الظلم والظلم بعينه، وما عداه من تخريجات وتبريرات، لا يساوي حتى حبة خردل..!!؟
و"للنكبة" في القرن العشرين، مدلولها الإعتباري ودلالاتها القانونية، فهي كحدث بهذا المستوى الدولي والإنساني، كانت "ثمرة" الإنتصار الدولي للحلفاء، على المعسكر النازي وهزيمة الفاشية عام/1945، وعلى صعيد العدالة وحقوق الإنسان، "فالنكبة"، بكل ما للكلمة من معنى، كانت بمثابة بداية النكوص لما يدعى ب "المجتمع الدولي" و " الشرعية الدولية " وما إجترحه معسكر الدول المنتصرة في نهاية الحرب العالمية الثانية، على المستوى القانوني، بما يدعى ب"ميثاق هيئة الأمم المتحدة" وشرائع حقوق الإنسان، فهي الوجه الآخر لكل هذه المنجزات ذات الطابع الإنساني، وإن مجرد حدوثها في ظل تلك الإنتصارات الدولية، وعجز المجتمع الدولي حتى اليوم من محو آثارها وإنصاف ضحيتها الشعب الفلسطيني، إنما يشكل لطخة عار في جبين الشرعية الدولية، ومن ورائها "المجتمع الدولي" ..!!؟
ومع مرور الذكرى الخامسة والستون ليوم "النكبة" في مثل هذا اليوم، لم يهدأ الشعب الفلسطيني يوما، او يخلد الى السكون؛ ففي هذه اللحظة من هذا اليوم؛ تنطلق جماهير الشعب في رام الله والقدس والمدن الفلسطينية الأخرى، في مظاهرات سلمية حاشدة وفي مقدمتها أشبال الحجارة في مواجهة شجاعة مع جنود الإحتلال، إحياء منها لما يعنيه يوم "النكبة" بالنسبة للشعب الفلسطيني من معان ذات أهمية تأريخية، جسدها خطاب الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس في التلفزيون الفلسطيني بمناسبة يوم النكبة هذا اليوم، لتنعكس في مطالب فلسطينية مشروعة، في مقدمتها إطلاق إسرائيل سراح الأسرى الفلسطينيين من الأسر، وإيقاف الإستيطان، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، مؤكداً من جانب آخر، تمسك السلطة الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود/1967، وعاصمتها القدس، مشترطاً قبول إسرائيل بهذه الطلبات، الطريق الوحيد لقبول الدخول في دورة المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، والمقترحة من قبل أمريكا..!(1)
خمسة وستون عاماً مضت على مسيرة شعب هجر من أراضيه، وإغتصبت أرضه، وشرد أبناؤه في شتات الأرض، ولكن ورغم كل تلك المعاناة تظل القضية الفلسطينية، القضية الأولى في العالم، لأنها قضية شعب لا ينسى، وأجيال توارثت النضال من أجل العودة وإسترداد الحقوق المغتصبة، وما ضاع حق وراءه مطالب؛ فالنكبة ذلك الحدث الذي لا ينسى..!(2)

  كتب بتأريخ :  الخميس 16-05-2013     عدد القراء :  1607       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced