الافتراس الرياضي
بقلم :
العودة الى صفحة المقالات

الاصـل في المبـــــــاريات الرياضية، ككرة القدم والسلة وما شابهها، انها وسيلة لاشاعة روح التنافس الشريف بين الناس، وتعميق التواصل الودي بينهم، وترسيخ اسس السلام المجتمعي والاهلي، وليست سببا او طريقا للاحتراب والتنافر والصراع بينهم.
ومنذ القدم كانت الشعوب والمدن تعد فرقها الرياضية لخوض هذا التنافس الودي وتمتين علاقاتها الثنائية فيما بينها حيث تكون الالعاب الرياضية جسورا للتعارف بين الشعوب والقوميات.
وكلنا نذكر ان عودة العلاقات الاميركية الصينية بدات بمباراة في كرة المنضدة تنافس فيها فريقان من الجانبين، وكانت مفتاحا للتلاقي بين هاتين الدولتين الكبيرتين بعد سنوات كثيرة من القطيعة.
ومهما تكن خشونة الالعاب الرياضية، فانها تمارس في اطار من المودة والمحبة وتبادل التحايا والسلام والاحترام المتبادل. فليس في الالعاب الرياضية خصوم، ولاخصومة، ولا نزاع، انما تنافس ومودة وصداقة.
وحين نريد ان نمتدح شخصا، ونشير الى اخلاقه العالية، بما في ذلك قدرته على التسامح وقبول الاخرين وتقبل الخلاف والرأي الاخر، نقول انه يتمتع بروح رياضية عالية.
ونتذكر ايضا ان كل الالعاب الرياضية تخضع لقواعد وانظمة وتعليمات وقوانين لا يجوز مخالفتها، بل ان المخالفة تستوجب العقوبة. وهذا مظهر يؤكد الطابع الحضاري المدني للالعاب الرياضية.
ويفترض ان تنعكس كل هذه المفاهيم على اللغة التي تستخدمها الصحافة الرياضية. فليست اللغة منفصلة عن الروح الرياضية العامة.
وعليه يتوقع ان تكون اللغة الرياضية مما يشيع اجواء المحبة والتسامح والمدنية في المجتمع، لا العكس. لكني ألاحظ ان بعض صحفنا تستخدم كلمات واوصافا وعبارات تنطوي على الكثير من القسوة والعنف مما يتعارض مع الروح الرياضية. قبل ايام قرأت عنوانا صحفيا بالخط العريض الكبير يقول :"اليوم .. الليوث تتطلع لافتراس شمشون الكوري"، ويقول عنوان اخر: "اسود الرافدين ينهشون الشمشون الكوري"! ياساتر! هنا نتحدث عن اسود وافتراس، وايضا سفك دماء ونهش لحوم!! اليست هذه لغة بعيدة عن الروح الرياضية التي نتحدث عنها؟ اين العبارات الرقيقة والكلمات الودية والاشارات الحضارية الى المعنى الاعمق والمغزى الاكبر للرياضة؟ تبخرت كلها امام سخونة هذه الكلمات والعبارات التي لا تحمل شيئا من معاني المودة الرياضية. لعلنا بحاجة الى تهذيب اكثر للغتنا عامة ولغتنا الرياضية خاصة لتسهم اللغة ومفرداتها باشاعة اجواء السلام والمحبة والتعايش بين الناس.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 08-07-2013     عدد القراء :  1487       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced