مدارس الطين .. وزنازين المجرمين ..!!
بقلم : علي فهد ياسين
العودة الى صفحة المقالات

في أحدث نشاط لممثلية الاتحاد الأُوربي في العراق التي يرأسها ( ديفيد براملي ) , ممثلا عن السيدة ( كاترين أشتون ) النائب الأول لرئيس المفوضية الأوربية والممثل السامي للاتحاد للشؤون السياسية والأمن, كانت الزيارة التي قام بها وفد من الممثلية الى ( سجن الناصرية الأصلاحي ) قبل أيام , وقد أبدى ( ديفيد براملي ) أرتياحه ( للمعايير المطبقة فيه ) , خاصةً القاعات المفتوحة والزنازين المبردة والورش التدريبية والتأهيلية ( المتميزة ) !.
لا أعتراض على أن تكون السجون العراقية بمواصفات (يرتاح) لها الأتحاد الأوربي والآخرين , ولكن السؤال لكاترين أشتون ورئيس بعثتها هو , لماذا الأنفاق منذ العام 2005 على قطاع السجون فقط دون القطاعات الاُخرى المهمة كالتعليم مثلاً ؟ , وهل بناء السجون في العراق وفق مواصفات عالمية تراعي حقوق الانسان هو أكثر أهمية من تأهيل الانسان نفسه كي لايكون نزيلاً للسجون ؟ .
في الناصرية وفي غيرها من المدن العراقية الكثير ممايحتاج للمراقبة والدعم والتأهيل من الأتحاد الأوربي وباقي البلدان التي تدعي مساعدتها للعراق للخروج من أزماته , وسجن الناصرية الذي زارته بعثة ( أشتون ) , لايبعد سوى دقائق قليلة ( بسيارات الدفع الرباعي ) التي يستقلها الوفد من ( حي التنك ) وباقي أحياء الفقراء التي تشكل حزاماً للمدينة كما هو الحال في كل المدن العراقية بمافيها العاصمة , ناهيك عن الأقضية والنواحي والقرى , والتي تفتقر جميعها الى الخدمات وتفتك بسكانها الامراض وتنتشرالبطالة ويضرب بين أزقتها الأرهاب وينهش ثرواتها الفساد .
كان على بعثة الاتحاد الاوربي أن تزور ( مدارس الطين ) التي تشكل أكبر نسبة في الناصرية من بين محافظات العراق ( لازال أكثر من الف مدرسة طين في العراق ربعها تقريباً في محافظة ذي قار ) , كان عليها أن تدعم قطاع التربية المسؤول عن بناء اكثر من ( 700) مدرسة سنوياً كي يواكب النمو السكاني الذي يقترب من ( 4% ) , أضافة الى العجز المستمر في عدد المدارس الذي ترتب عليه اعتماد اسلوب النظام المزدوج والثلاثي للكثير من المدارس في عموم العراق , ناهيك عن الأعداد المتزايدة من المدارس الآيلة للسقوط , لانها تجاوزت العمر الافتراضي , بعد أن توقف النظام السابق عن بناء المدارس منذ مطلع العام 1989 .
لقد تم تخصيص المليارات لقطاع التعليم خلال العقد الماضي , لكن الفساد الذي نمى كالسرطان في مفاصل الدولة العراقية كان فاعلاً أكثر , وكانت النتائج مخيبة لللآمال , ولازالت نفس الأساليب التي توفر أرضيات نمو الفساد معتمدة دون تغيير , وكل مايقال عن خطط وبرامج للنهوض بالتعليم لاتعدوا عن دفاعات عن أصحابها أمام الاعلام , ممن تمترسوا في المناصب دون كفاءة ولاأختصاص معتمدين على مرجعياتهم الطائفية والحزبية التي دمرت البلاد, لذلك كان على بعثة الاتحاد الاوربي المساهمة في معالجة هذه الثغرة المتسعة في اعادة بناء العراق بدعم جهود بناء المدارس وتأثيثها ومساعدة الكوادر التعليمية الادارية والفنية , كذلك المساهمة في تأهيل ودعم قطاعات الصحة والاسكان , ليس بالضرورة مالياً , انما بالخبرة ومراقبة الأداء والضغط على السلطات لمحاصرة الفساد وتطبيق القوانين الرادعة لمافياته السياسية .
الا يدعوا للأسى أن تكون السجون في العراق أفضل مكاناً لعيش البشر ؟ , أليس نزلاء هذه السجون هم من المجرمين القتلة الذين أستهدفوا أبناء الشعب وخصوصاُ الفقراء في الأسواق ودور العبادة والمخابز والمقاهي والمدارس ووو من المواقع ( الرخوة أمنياً ) طوال العقد الماضي ولازال شركائهم ينتهجون نفس الاساليب ؟ , الا يتواجد في هذه السجون من المجرمين من جنسيات ليست عراقية ؟ , اليس غريباً أن يعاني العراقيون من ضيق الحال ونقص الخدمات فيما يتمتع قتلتهم بظروف عيش يتابعها وفد الاتحاد الاوربي ويثني على التزام السلطات العراقية بالمعايير الدولية لحقوق الانسان دون ان توفر لشعبها على الاقل نفس الذي توفره للقتلة ؟.
لاندري مالذي سيترتب علية أرتياح الوفد الأوربي لمستوى سجوننا !, لكننا نعلم أن سلطات القرار العراقي يترتب عليها الكثير لصالح مواطنيها كي لايتقدم عليهم نزلاء السجون .

  كتب بتأريخ :  السبت 13-07-2013     عدد القراء :  1654       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced