كنت اشاهد العرض العسكري والاحتفالات في فرنسا بمناسبة اعياد الثورة الفرنسية التي حدثت في 1789وهي الثورة التي انتفض فيها الشعب الفرنسي على دكتاتورية لويس السادس عشر وغباء واستهتار زوجته ماري انطوانيت... اللذان عاشا في منطقة منعزلة داخل قصورهما الشامخة وتركوا الشعب الفرنسي يعيش في العشوائيات يلعق جراحه دون رغيف خبز.... فعندما ثار عليهما الشعب الفرنسي وهو يرفع لافتة يطالب فيها بتوفير الخبز تعبيرا عن لقمة العيش المفقودة... قالت تلك الامبراطورة المارقة البعيدة عن معاناة شعبها.... إن لم يتوفر لهم الخبز فاعطوهم الكيك .. فبتلك العقلية الساذجة عاش ملوك القرون الوسطى واليوم يعيش العديد من زعمائنا بنفس تلك العصور ونحن نحتفل بنفس اليوم حيث قامت ثورتنا المجيدة على الحكم الملكي الفاسد قي 14 تموز سنة 1958 والذي ىكان يحكمه عبدالاله وجلاوزته الاقطاعيين... وقد كنا نعتقد باننا ستتغير حالنا الى الاحسن ولكن وللاسف لم يمهلنا الغرب والامبريالية وقتا طويلا... فقد اثاروا الخلاف بين قادة الثورة منذ ايامها الاولى وقد كنت احد المطلعين على خفايا ذلك الخلاف في ايامه الاول وكيف حدث وما السبب ومن المسبب... فهي اسرار سوف يطويها النسيان كما طوت العديد من الاسرار وتختفي داخل تلفيقات المؤرخين واكاذيب السياسيين الذين كتبوا كل بما يساير مصلحته ويوافق ايديوليجياته.... وعلى اية حال فقد حورب عبد الكريم وقضي عليه وغابت الثورة بغيابه... وهو نفس ما حدث لزعماء الثورة الفرنسية الذين اعدموا على خشبة المقصلة كامبراطورهم الديكتاتور... غير ان فرنسا استطاعت ان تقوم وتنهض بظهور نابليون مع كل ما ارتكبه من اخطاء وما حل بفرنسا من دمار غير انها بقيت موحدة ..فلم يمزقها حتى الاعداء الذين حاربوها لان الشعب كان متماسك ومتوحد فالتف حول قيادته الوطنية .. وليس كما حدث للعراق .. فقد اضحى الشعب العراقي عدو نفسه... فمزق نفسه بنفسه... فاصبح اشلاء فضّيع ثورته المجيدة ومحى تاريخها الخالد فاوجد للعراق تاريخ جديد هو يوم الاحتلال ولن يتغير هذا التاريخ حتى يزول الاحتلال وهو امر من المحال... فالزمن يسير وعقارب الساعة لا تعود الى الوراء .. ومع ان 14تموز هو يوم الثورة الفرنسية التي تحتفل به في الرقص والغناء واقامة المهرجانات وهو نفس يوم ثورتنا في تموز... غير اننا نحتفل به على اصوات الاننفجارات وتفخيخ العبوات وتوديع القتلى الى مثواهم الاخير.. فشتان بين الاحتفالين ..فهنيئا للشعب الفرنسي بثورته والاحتفاء بها.. وعزائنا بالصبر والسلوان على نكبتنا وما نحن فيه بسبب فرقتنا وعدم توحدنا وتمسكنا بوطنيتنا العراقية... فقد تقدمت وتطورت فرنسا بصناعتها وحضارتها واضحت احدى الدول العظمى وهي لا تملك ما نملكه من موارد كل ذلك بفضل ثورتها المجيدة التي لا زالت حتى اليوم تحتفل بذكراها ... ونحن اضحت علينا ثورتنا وبالا وقهرا وكل الفرق بيننا انهم تمسكوا بوحدتهم و بوطنيتهم مع ما يتكون شعبهم من اجناس مختلفة واديان متنوعة واعراق اشكال والوان.. ومع ذلك تقدم وتطور... ونحن فرطنا بوطنيتنا وفرقنا شملنا بتقوقعنا داخل الاعراق والاطياف .. فتفكك العراق وانتهى امره الى هباب ...فقد تدخل صديق لي كان يجلس الى جواري يشاهد معي هذا الاحتفال في فرنسا فقال نحن بحاجة الى هولاكو جديد او الحجاج او هارون الرشيد كي يصلح الامور ويعيد اللحمة الى ما كانت عليه .... فاجبته لقد فات الاوان فالعراق قد تمزق وكسر كما تكسر الاواني الخزفية التي مهما حاولت اصلاحها فلن تعود الى ما كانت عليه... فعقارب الساعة قد سارت الى الامام ....فهنيئا ياشعب العراق بثورتك المجيدة في يوم عيدك الدفين وضرفك اللعين..والنقرأ
عيد باية حال عدت ياعيد بما مضى ام لامر فيه تجديد
؟؟؟؟؟؟
ولربما ستكون حركة تمرد المصرية هي البعبع الذي اخذ يقض مضاجع العديد من الزعماء وانها حركة ستنهار امامها كل القوى الاجنبية الشرقية والغربية الساندة للانظمة... وهي التي سيكون بامكانها تجميع الشعوب وتكاتفهم... ونعود لنحتفل بالعيد من جدبد....ويسقط المشروع الامريكي بتمزيق الشعوب... والامر كله متوقف على نجاح الموقف المصري وثباته... وغد لناظره قريب... وعندها سوف يندم اصحاب المشاريع التقسيمية وخونة الشعوب الذين يعتقدون أن هذا الامر مستحيل ...!!!!
كتب بتأريخ : الأحد 14-07-2013
عدد القراء : 1583
عدد التعليقات : 0
عيدان في يوم واحد
