تحالفات.. آخر زمان
بقلم : عبد المنعم الاعسم
العودة الى صفحة المقالات

حديث الساعة في المحافل والكواليس والصحافة والمنتديات السياسية يدور حول تحالفات الاحزاب والجماعات والشخصيات لخوض انتخابات العام 2014 ويتجاوز الامر الى جر العشائر والعائلات النافذة والشخصيات والوجوه الاجتماعية والاكاديمية الى دائرة التحالفات، ما خلق بازارا كبيرا تلعب فيه الدعاية والشائعات والاموال والاراجيف والتهديدات ومحاولات التسقيط والتشويه، وكل ما ينتسب الى ما يسمى بالاساليب القذرة، التي قال عنها شاري شابلن مرة انها تقدم الديمقراطية كسلعة فاسدة للجمهور الذي يبتلعها مع اشواكها.

ولا جديد في التأكيد على ان التحالفات امر طبيعي في اية انتخابات، بل هي فروض لتوسيع المشاركة واقامة حكومات موسعة التمثيل، كما لا جديد في القول ان ثمة انواعا من التحالفات، بعيدة المدى وهي راسخة موطدة بالاتفاقات والمصالح والشراكات الفكرية والسياسي، وقريبة المدى، مما تفرضه ظروف ناشئة واصطفافات ضاغطة وتقاربات وقتية في الرؤى والمصالح وهي سرعان ما تنفرط او تتغير او تبقى هشة وعرضة للتفكك، وقد تابعنا تلك وهذه بالالوان الطبيعية، وزادها، لاعبون افراد كانوا يغيرون تحالفاتهم بين يوم وآخر، على وفق ما يحصلون عليه من وعود او ما يقبضون من ثمن.

اقول، ما يثير الاستغراب، ان الخارطة الاولية التي يكونها المراقب لتحالفات الانتخابات المقبلة تضم مؤشرات عجيبة بحيث يصعب تفسير الكثير منها من دون اللجوء الى قواعد السوق وثقافة التنافس التجاري، فلا مكان للاخلاق ولا للتعهدات ولا للشعارات، فخصوم الامس يلتقون اليوم، وحلفاء الامس تحولوا الى خصوم، والمشكلة هنا، ان الجمهور الذي جرى تعبئته لمخاصمة جهة او زعامة سياسية وجد نفسه مطالبا بالغاء ذاكرته وقبول ما كان بمثابة العدو له يوما ما، او مخاصمة ما يعبر جليفا موثوقا.

والتعبير المباشر عما يجري هو الصراع على سلطة المستقبل والوصول اليها عن طريق تحشيد مصادر الاصوات والولاءات، باساليب اقل ما يقال فيها انها تكشف عن زيف الغيرة على الوطن والديمقراطية والدفاع عن مصالح الشعب، واقل ما يترتب عليها سيكون ترحيل الصراعات الفئوية والشخصية والطائفية بمستويات اكثر شراسة الى دائرة النخب التي ستفرزها الانتخابات التشريعية، وقد علمتنا تجارب التحالفات للاعوام العشرة الماضيات باننا لا نصدق ما يقال بان الدموع التي تسفح على محن الشعب نبيلة حقا، وان الصداقات المعلنة بين الساسة مثقوبة بالنيات السيئة.

“الصداقة الحقيقية هي التي يشترك فيها العقل والقلب والضمير” .

امين الريحاني

  كتب بتأريخ :  الإثنين 15-07-2013     عدد القراء :  1526       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced