عصر الخراتيت و التوافه السائد في عراقنا الجديد
بقلم : مهدي قاسم
العودة الى صفحة المقالات

من المفترض أن تفرز التغيرات الدراماتيكية السياسية و
الاجتماعية الجذرية الكبرى التي تحدث في بلد ما ، أشخاصها الكبار بل و حتى العظام من خدام وبناة البلد ، والذين يجب أن ترتبط أسماؤهم بأحداثها و تطوراتها اللاحقة ، كصنّاع تاريخ جدد لذلك البلد و المساهمين في تقدمه و ازدهاره ، لا سيما على صعيد التعمير و التحديث و التطوير والقفزة الحضارية في كل نواحي الحياة ، و على غرار ما حدث في كل من ألمانيا و اليابان و كوريا الجنوبية و غيرها ..
غير إن الطوفان العراقي الكاسح ، الذي أعقب عملية الغزو وما أفرزتها من نتائج و تبعات كارثية ، قد أنتج عددا من خراتيت وتوافه و ضباع نهمة و نماذج كاريكاتورية هزيلة و مضحكة ، استطاعت ولا زالت أن تهيمن على المشهد السياسي و الاجتماعي على حد سواء ، جاعلين من البلد في غضون السنوات العشرة الماضية مهزلة ومضحكة ، و سلسلة مجازر و مجالس عزاء لا تنتهي ، و طريدة للنهب بماله العام مرميا على قارعة الطريق لينهبه كل من هب ودب من سقط متاع و طفيليات طافية على سطح ذلك الطوفان الطافح..
من الواضح أن كل هذه الأمور الأنفة الذكر معروفة للقارئ الكريم ..
و ربما أنه قد لا يجد شيئا جديدا في هذا الأمر، غير إن تكرار و تناسخ هذه الخراتيت والتوافه و بروزها على السطح مجددا ، أو بين حين و أخر، ضمن ضجة إعلامية أو عبر صفقات مساومة أو مؤامرات كواليس سياسية تجعلنا نشعر بالسخط و الملل و التكدر لحد اللعنة ! ..
فقد بلغت وقاحة هؤلاء حدا بعيدا ، فهم لم يكتفوا بأن نهبوا و سرقوا الملايين من الدولارات و أنزلوا بالوضع العراقي إلى أسفل الدرك ، ، فإذا بهم يرجعون و يبرزون مجددا ليلعبوا دورا جديدا في المشهد السياسي البائس ، بدلا من الاختفاء و التلفع بعباءة النسيان ، ثم التمتع بنعمة هذه الملايين في جزيرة من جزر العالم الجميلة أو في شقة من شقق لبنان المطلة على البحر !!..
طالما وفقهم " الحظ " في الهروب من قبضة العدالة .
لقد بلغ استسخافهم و استهانتهم بمشاعر و أحاسيس الشارع العراقي مبلغا كبيرا ، أخذ يجرّح مشاعر العراقيين و يستفزهم أيما استفزاز :
هؤلاء الخراتيت و التوافه من تنظيمات و مجاميع مسلحة و سماسرة و خدام أجندة أجنبية و من أصحاب فضائيات مشبوهة ومتواطئة مع الإرهاب على مر السنوات الماضية تحريضا و تشجيعا ، و غيرهم ممن ملاحقين أو مدانين قانونيا حتى الآن ، و الذين لا زالت تجري محاولات تجييرهم أو تبرئتهم و حذف سجلهم الجنائي ، بغية تسويقهم مجددا من قبل رئيس هذا الحزب أو تلك الكتلة ذاك ، و توظيفهم مجددا في صفقات ومؤامرات سياسية بقصد إبقاء العراق على وضعه البائس الحالي على مدى السنوات الخمسة المقبلة ..
فيبدو أن هؤلاء سوف لن يقر لهم قرار و لن يهدأ لهم البال أو الخاطر إلا بعدما يشيعون العراق المحتضر إلى مثواه الأخير.
ليرحلوا هم بغنائمهم و سبائك ذهبهم و ملايين دولاراتهم ..
تاركين العراق في خبر كان مع شعبه الغلبان و التعبان !..

mahdikkasim_(at)_yahoo.com

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 17-07-2013     عدد القراء :  1615       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced