اللاعنف.. مقاربة مفيدة
بقلم : عبد المنعم الاعسم
العودة الى صفحة المقالات

هذه الجملة كتبها الباحث السوري علي اسعد وطفة، نعيد نشرها، لمحاولة تأسيس مفاهيم السلام الاهلي في منظورات مختلفة.. يقول:
“ينبع اللاعنف من قوة الحقيقة، ويعمل على تطوير العمق الداخلي للإنسان والارتقاء به. فاللاعنف لا يختزل إلى مجرد فعاليات آنية تكتيكية أو تقنية للصراع، بل هو تدفق روحي وانسياب وجداني داخلي يتجلى في طلب الحق والعدالة. ومع ذلك فإن اللاعنف يتطلب في الوقت نفسه تفكيرا وتأملا وتماسكا، وهو نتاج تخطيط بعيد المدى يأخذ في حساباته الأسباب والنتائج. فكل عدوان يولد ضغطا نفسيا وإحساسا بالإكراه وهنا يتوجب على الإنسان المسالم أن يضبط اندفاعاته المضادة للعدوان ويسيطر عليها، وهنا يجب تصحيح فكرة خاطئة: فاللاعنف لا يعني أبدا أن الإنسان المؤمن به هو كائن سلبي دائما، بل وعلى خلاف ذلك يتميز اللاعنفي بأنه مناضل شرس في البحث عن الحقيقة والكشف عن المظالم ومحاصرة الظالمين. ومن أجل ذلك يجب على المرء أن يحظى بالشجاعة والقدرة على التضحية الإنسانية التي تفوق تضحية الشهداء في ساحات الحرب.
ان الانسان الذي يؤمن بمبدأ اللاعنف يطلب العدالة من خلال القوة الداخلية الكامنة فيه، وإذا ما تعرض للموت فإنه يعي تماما بأنه قد أخذ على عاتقه بأن يتحّمل هذا الأمر بدلا من أعدائه وجلاديه. فاللاعنف مطعم بكل الدوافع الإيجابية الخلاقة المفعمة بالشجاعة والعزيمة والقوة. فاللاعنفي يقدم نفسه قربانا على مذابح الحرية والعدالة والحق والخير والجمال. إنه شهيد يَصفح لجلاده، ويعمل على بناء الخير المطلق في النفوس، وذلك عبر القوة الروحية التي تنطلق من القلب وتستقر في الوجدان.
وفي الحقيقة فإن اللاعنفي (معتنق اللاعنف كصيغة للنضال) يمتلك قوة تربوية هائلة إنه يعلم ويربي ويضرب مثلا في معاني الحق والحرية والجمال.
إن الابتزاز العاطفي والأخلاقي شكل مرفوض في منهج اللاعنف، فالتهديد والوعيد والابتزاز عمليات لا قيمة لها ولا معنى في الصراع المسالم، لأن هذه الممارسات ليست ممارسة روحية بل هي نوع من الاحتيال الزائف لتحقيق المصالح الخاصة والأنانية. واللاعنف لا يهدف أبدا إلى تحقيق مصالح خاصة أنانية، إنه جهاد اجتماعي مكرس لتحقيق أهداف إنسانية تتميز بنبلها وسموها. وفي هذا الأمر يقول غاندي “يمكنني أن أصوم ضد أبي من أجل أن يشفى من مرض أو عيب ولكنني لا أستطيع أن افعل ذلك من أجل أن أحظى بتركته “.

“كل الأشياء فيها غموض لا ندركه إلا حين نحاول رؤيتها بشكل واضح.”
برتراند رسل

  كتب بتأريخ :  السبت 20-07-2013     عدد القراء :  1550       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced