ربيع القاعدة المزدهر في العراق : أنتظروا خمسمائة عملية انتحارية قادمة !
بقلم : مهدي قاسم
العودة الى صفحة المقالات

في مقال سابق لنا ذكرنا بأنه ما من دولة يزدهر فيه تنظيم القاعدة الإرهابي و يصّعد عملياته الإرهابية نوعا وكما ، مثلما في العراق ، وذلك بحكم تواجد حاضنات له و تعاطف وخيانات و نفوس عراقية نذلة ورخيصة تتواطأ معه أما مقابل مال أو بدوافع مذهبية و انتقامية حاقدة ..
و كما سوف لا نجد بلدا حصل عليه تنظيم " القاعدة " على امتيازات و أفضليات تعامل كترتيب عمليات هروب منظمة و متواصلة من سجون ومعتقلات ، و تأخير تنفيذ حكم القضائي الصادر بالإعدام بحق بعض أعضائه القتلة ، أو تسليم مدانين منهم لسلطات بلدهم ، ليعودوا فيما بعد أكثر نشاطا و إجراما ، مثلما حصل و يحصل في العراق ..
و هذا يعني بكل وضوح بأنه إذا كان ثمة ربيعا مزدهرا دائما لهذا التنظيم الإرهابي ، فهذا الربيع قائم ومورق يانعا ! ، كموسم دائم و ثابت في العراق فقط ..
كما في العراق وحده فقط ، نجد إن معظم الأحزاب الإسلامية المتنفذة ــ سواء منها الشيعية أو السنية ــ لها مصلحة مباشرة في ازدهار تنظيم القاعدة الإجرامي في العراق : فالأحزاب الشيعية تجد في الأعمال الإرهابية للقاعدة وسيلة ممتازة لدفع الشارع الشيعي إلى البحث عن الاحتماء عند هذه الأحزاب الطائفية الفاشلة على صعيد الحكم و التعمير و التحديث ـــ حتى ولو إذا كان هذا الاحتماء وهميا و غير مجدي إطلاقا ــ و من ثم استخدامه كقاعدة انتخابية لصالح هذه الأحزاب في أية انتخابات مقبلة ، وهو تكتيك سياسي مضمون النجاح حتى الآن ، بسبب الاصطفافات الطائفية القائمة ..
فمن هنا يأتي تواطؤ بعض الجهات و الأجهزة والحراسات الأمنية و الإدارية ذات القيادة الشيعية ـــ على عملية تهريب الإرهابيين من السجون أو عدم مواجهتهم مواجهة جذرية و حاسمة ، طبعا ، زائدا دخول الخط الإيراني وتشابكه السري مع تنظيم القاعدة ..
أما بالنسبة للأحزاب و الأطراف السنية و البعثية ، فأنها متعاطفة مع تنظيم القاعدة و مع أعماله الإجرامية قلبا و قالبا ، و أن كان بعضا من هذه الأحزاب تندد بأعمال القاعدة الإجرامية بصوت خافت و خجول و متردد ، بغية التمويه و ذر الرماد في العيون ، ولكنها في قرارة نفسها تنتهج أيما ابتهاج ل" غزوات " القاعدة و ترقص فرحا لها ، بحكم العلاقة القائمة بينها و بين القاعدة ــ كعلاقة الأظافر مع الأصابع المتشابكة و المتلاحمة !!، و لكونها تجد في أعمال القاعدة الإرهابية نوعا من الرد و الردع على عملية التهميش و المظلومية التي تتعرض لها ، حسب زعمها ، منذ السقوط و حتى الآن !!..
و الآن ...
و بعدما نجح تنظيم القاعدة في أكبر عملية هوليودية مثيرة ــ ولكنها فعلية و حقيقية و ليس كفيلم أمريكي مثير ــ في تحرير أكثر من خمسمائة إرهابي من أعضائه الخطيرين ـــ كجراثيم متنقلة ــ من السجون والمعتقلات ، فمن المتوقع و المحتمل جدا ، بل وشبه أكيد بأن هؤلاء المعتقلين الهاربين سيعودون كبهائم بشرية ملغومة لتحويل شوارع بغداد و العراق عموما إلى براكين من جحيم و حرائق و جثث ودمار رهيب ..
و هنا يكمن الخطر الأكبر لهذا الهروب أي في العودة و ممارسة الإرهاب ، وليس في عملية الهروب ذاتها ..
غير أن السؤال المثير و المحرج هو :
ــ كيف يمكن أن يكون في العراق كل هذا العدد الكبير من الأنذال ــ سواء من هذا الطرف أو ذاك ــ الذين يتواطئون مع أخطر تنظيم إرهابي قاس ووحشي على قتل أبناء بلدهم و تحويل العراق إلى براكين من جحيم و سعير ؟! ..

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 24-07-2013     عدد القراء :  1623       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced