معادلة البرميل والانفجار
بقلم : عبد المنعم الاعسم
العودة الى صفحة المقالات

البرميل الذي ينغلق على احقانات اكبر من طاقة سداده لا بد ان ينفجر.. لهذه المعادلة الفيزيائية تجليات كثيرة:
فان تحت سطح المأزق السياسي السائر الى المجهول، تتنامى قوى وشرائح، قبلية وحزبية وفئوية ودينية نافذة، تقيم في وضح النهار مستعمرات من المصالح المحمية التي لا يردعها قانون، ولا تصدها عن جشعها وسطوتها سلطة، فيما تمسك بعصب الحياة الاقتصادية وحركة التجارة والكثير من خطوط المال، وتشكل، بالاضافة الى ذلك، مفرخة للفساد والإفساد والجريمة والتهريب وتسميم الحياة السياسية.
ويتابع المواطنون معالم ومشاهد البذخ الاسطوري والاثراء الفاحش لهذه الطغمة الفاسدة وافرادها، ويتناقلون روايات ووقائع عن النفوذ الذي تملكه في داخل الشبكة الحكومية وخطوط التعامل مع الجهات الاقليمية والدولية، والمفاتيح التي تديرها في السياسات العامة والتوظيف، وشراء الذمم، والواجهات والتشكيلات التي تتستر تحتها، والشركات الموهومة التي تدبر من خلالها اعمال السمسرة والنهب والنصب والتهريب واحتكار قطاعات تجارية ناشطة.
وليس خاف على الجميع ان بعض ابطال هذه الشريحة الاخطبوطية يتمتعون بحصانة نيابية او سياسية او دينية، وان الكثير منهم يقومون ببيع وشراء الوظائف والتعيينات بما فيها المقاعد الوزارية، ومنهم من يحتكر القنوات المالية للمناسبات والمواسم، ولا يتورعون، مع كل ذلك، عن الظهور كدعاة ومبشرين للفضيلة والعبادة والدين.
هذا مقابل تزايد افواج العاطلين والمهمشين والمحرومين والارامل والايتام وسكان احياء الفقر الذين يشكلون عالما آخر كأنه ينتمي الى عصور سحيقة او الى بلدان لم تصلها المدنية، بانتظار ان تتصدق عليهم الدولة المتخومة بعائدات النفط المليارية الاسطورية بفتات من فرص التشغيل وبعض المكرمات المغمسة بالاذلال.
اننا حيال برميل من البارود والاحتقانات والجور، لا احد يعرف نتائج انفجاره، فيما يمضي النهابون في غيهم، وكأنهم لايعرفون معادلة البرميل والانفجار.

“ إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه ...
ثم قالوا لحفاة، يوم ريح، اجمعوه”
ادريس جماع - شاعر سوداني

  كتب بتأريخ :  الجمعة 26-07-2013     عدد القراء :  1495       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced