8 آب
بقلم : محمد عبد الجبار الشبوط
العودة الى صفحة المقالات

من الممكن جداً ان تتحول حرب الابادة الجماعية التي تشنها الفرقة الخارجة على الشرعية الى حرب أهلية شاملة اذا استمرت العمليات الإرهابية على نسقها الحالي وعلى استهدافها المقصود لمكون معين لأسباب طائفية وسياسية متداخلة وإذا استمر الخطاب السياسي لهذه الفئة الضالة في نهجه التصعيدي والتحريضي.
٨ اب هو يوم انتهاء الحرب العراقية التي استمرت ٨ سنوات. خطباء القاعدة أحيوا ذكر هذه المناسبة و أعلنوا فيها استئناف الحرب وقالوا بلسان عربي مبين وكلمات فصيحة لا ينقصها الوضوح المطلوب ان الحرب لم تنته. بل قالوا ان حربهم مع الروافض ما زالت مستمرة وان حربهم مع الصفويين ما زالت مستمرة وحربهم مع العجم ما زالت مستمرة. لم يقولوا طبعا ان حربهم مع الشيعة ما زالت مستمرة! لم يكونوا بحاجة الى هذه الدرجة الصادمة من الوضوح لان مفخخاتهم تكفلت بالاعلان الصادم.
فها هي حربهم ضد الشيعة تنشر الموت المجاني في مناطقهم دون ان تميز بين الطفل والمرأة والشيخ والشاب. لا يمكنهم الادعاء بانهم يقاومون الاحتلال فقد ذهب الأميركيون. ولم يبق غير الجنود العراقيين أحفاد السومريين. كان ٨ اب مناسبة ثمينة بالنسبة لخطباء القاعدة وانتحارييها لاعلان الحرب القذرة على الشيعة. هذه الحقيقة المرة التي صار من الصعب إخفاؤها على الجمهور. الحرب التي انتهت يوم ٨ اب كانت حربا بين دولتين، العراق وإيران. لكن الفئة الضالة التي أعلنت استئناف الحرب بعد نحو ربع قرن من توقفها لا تحارب ايران ولا تضرب المدن الإيرانية ولا تقتل الإيرانيين في بلادهم انما هي تحارب العراقيين الشيعة وتضربهم في بغداد والحلة وكربلاء والكاظمية والكوت. ولا يمكنها ان تدعي انها تقتل عملاء ايران في هذه المدن وغيرها.
فليس من المعقول ان يكون العراقيون الذين قتلوا أو أصيبوا في غزوة تموز كلهم عملاء لإيران. ولا يعقل ان ايران جندت حتى الأطفال الذي قتلتهم القاعدة. ان هذه الفئة الضالة تقتل إحدى شرائح المجتمع العراقي عن سابق قصد وتصميم وتخطيط.انها ليست حرب السنة على الشيعة انما هي حرب القاعدة على الشيعة وعلى من يتعاون معهم من السنة. على الشيعة لأنهم روافض وصفويون وكفار سبق لفقهاء الوهابية ان أفتوا بكفرهم واستباحة دمهم. وعلى السنة المتعاونين معهم لأنهم انحرفوا عن الطريق الذي تريد القاعدة ان تفرضه على الناس شيعة وسنة.
هذه حرب إبادة تشنها القاعدة من طرف واحد مع دعم خارجي لم يعد من الممكن إخفاؤه.لكن لا يمكننا ان نتصور ان حرب الابادة هذه سوف تستمر من طرف واحد الى ما لا نهاية. فالطرف المستهدف لن يطول صبره الى يوم القيامة. سوف يقرر يوما انه قد حان وقت الرد. ورد الضحية لن يكون من الوزن الخفيف انما سوف يكون ثقيل الوزن، قاسيا، مؤلما وبالعظم. آنذاك ستكون الحرب الأهلية قد اندلعت على أوسع نطاق وسوف تحرق الأخضر واليابس. وسوف تؤدي الى ما هو أسوأ من التقسيم وسوف يكون اتساعها على شكل حرب أهلية طائفية إقليمية سهلا وسريعا. وسوف تحرق اصابع الذين اشعلوا شرارتها الأولى هذا هو الخطر الماثل الان أمام أعيننا. لا يمكن الوقوف على التل الآن. لا بد من تحرك محلي وإقليمي ودولي لايقاف حرب الابادة قبل ان يصبح ذلك متعذرا. ولا ينفع الندم حينئذ.

  كتب بتأريخ :  الخميس 15-08-2013     عدد القراء :  1488       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced