الكتل الصغيرة!؟...استهانة بالتاريخ
بقلم : جميل سالم
العودة الى صفحة المقالات

قد تبدو حقيقة تسمية ما، تسمية تتطابق مع الواقع القائم، أو ربما هي لغرض التمييز في الشكل والحجم واللون، وبهذا فهي ليس بمثلبة تلحق بالمسمى بقدر ما هي استجابة للتشديد على التعريف اجتماعيا أو فنيا أو اقتصاديا، ولكن الأمر مختلف تماما عندما يكون التشديد للتعريف سياسيا، فهنا تأخذ التسمية منحى الاستهانة والتعريض والتقليل من شأن المسمى، ويبدو أن مسألة تجذير الوعي الديمقراطي لدى بعض الكتل السياسية (والتي تسمي نفسها الكتل الكبيرة) ينطلق من أرضية روح البداوة التي يتمتعون بها، لهذا يتسم الوعي الديمقراطي! عندهم بروح التعالي الفارغ، فنراهم يطلقون تسمية (الكتل الصغيرة) على تلك القوى التي لم تحصد مقاعد كثيرة في الانتخابات، وعندما يرددونها في وسائل إعلامهم، لا يبتغون من ذلك غير الاستهانة بهذه القوى، وهم بذلك غافلون عن التاريخ، لأنهم يفتقدون إلى معرفة صفحات التأريخ مثلما يفتقدون إلى معرفة أن حبل الخداع قصير مهما حاولوا أن يجعلونه مطاطيا. مادام حصد المقاعد لا يتم إلا عبر الرشى وشراء الذمم والتمويل الخارجي والتزوير، أنهم لا يفقهون  أن من ضمن هذه (الكتل الصغيرة) ما يشكل العمود الفقري لتاريخ السياسة العراقية، فالحركة الديمقراطية العراقية أطول باعا في تاريخ العراق السياسي، واكثر جذرية من أية قوى أخرى، ومن ضمن هذه الحركة الحزب الشيوعي العراقي ذو التاريخ الناصع في شرف الوطنية، وما قدمه من تضحيات يتشرف بها كل عراقي غيور على وطنه، لأنها لم تكن من أجل مآرب حزبية ضيقة، تأريخه أمتد مع جذور نخيل العراق، لهذا عجزت أعتى الأنظمة الدكتاتورية وخابت ظنونها في اقتلاع جذوره من تربة العراق، هذه ( الكتل الصغيرة) ياسادة هي الوارث الشرعي للنضال من أجل الديمقراطية الحقة في العراق، هي امتداد لأفكار جعفر ابو التمن وكامل الجادرجي وفهد، لم تكن أبنة الامس أو اليوم، ولم تنشأ على أساس الكسب الرخيص، ولا سولت لها النفس على السحت الحرام، بل ترى نفسها في خضم العمل الوطني اليومي، مهما حاول البعض أن يجعلها بعيدة، صوتها قوي حتى لو كانت بمقعد واحد، لأنه صوت الحرص على الوطن، وصوتها عال حتى لو كانت بمقعد واحد، لأنه صوت الدفاع عن مصالح الشعب، هي صغيرة بعدد مقاعدها ولكنها كبيرة بتاريخها الوطني، والكيان الذي لا يحمل تأريخا سيكون مصيره مصير المدن الشيطانية والتي تزول بزوال المؤثر، لهذا يا سادة ندعوكم إلى عدم الاستهانة بالتاريخ..لأن هذه (الكتل الصغيرة) هي نبراس تاريخ عراقنا السياسي.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 20-08-2013     عدد القراء :  1700       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced