اعتذار المالكي
بقلم : محمد عبد الجبار الشبوط
العودة الى صفحة المقالات

قدم رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمته الأسبوعية «باسم الأجهزة الأمنية جميعا الاعتذار لكل المواطنين الذين يتحملون مضايقات أو ازدحامات السير أو تأخيرات في بعض الحواجز مناشدا المواطنين الصبر والتحمل لانها بالنتيجة قضية مشتركة بين المواطن ورجل الأمن».
هذه سابقة يشكر عليها رئيس الوزراء. فلم نتعود ممن هو في منصبه وحتى دونه ان نتلقى الاعتذار عن «إزعاج» سببته لنا الحكومة. تعود المسؤولون العراقيون بل العرب عموما ان يعتبروا انفسهم على صح دائماً. وان ما تقوم به حكوماتهم وأجهزتها المختلفة على صح دائماً. وان ما يقومون به لا يحتمل الخطأ أو النقد ولا يحتاج الى تقويم. وإذا ما وقع خطا ما في مكان وزمان ما فان المواطن هو المسؤول. بل حتى اذا أخطأت الحكومة في أمر فإنها تحمل المواطن تبعات خطئها.
دائماً يكون دفع الثمن من حصة المواطن الغلبان. وانا لله وانا اليه راجعون. لا جدال في ان الإجراءات الأمنية المتبعة حاليا تسبب إزعاجا كبيرا للمواطنين. موظفونا في الشبكة من بين هؤلاء المواطنين الذين يعانون من هذه الإجراءات. يضطر هؤلاء الى السير على الأقدام مسافات طويلة لكي يصلوا الى مقر الشبكة. قد لا تبدو هذه الإجراءات الأمنية المتشددة مقنعة للبعض خاصة في ظل استمرار الهجمات الإرهابية على أبناء شعبنا الأعزل.
وحين تنظر الى وجوه الناس تقرأ فيها قولهم ان الإجراءات الأمنية تزعجنا ولا تحد من الإرهاب. ولكن من ناحية اخرى قد تكون هذه الإجراءات افضل ما لدينا حتى اشعار آخر. وإزاء هذه الحالة قد نكون بين خيارين اما ان نصبر على هذه الإجراءات أو نترك الشارع للإرهابيين. لا احد سيقول ان الخيار الثاني افضل لأننا نعرف ما بعده. وهذا «الما بعد» أسوأ من اي خيار آخر. انه يعني إطلاق يد الموت على الهوية في مختلف الاتجاهات وتمكين الارهابيين والعودة الى عصور الجاهلية والظلام باسم الدين.
اذا كان إقرار الأمن في البلاد عملية ذات جانبين: المواطن ورجل الأمن فان على المواطن ان يتحلى بالصبر ويتحمل المشقة ويتعاون مع رجل الأمن والجندي والشرطي حتى نخرج من هذه المعركة الوجودية ظافرين ان شاء الله. وعلى رجل الأمن ان يتعامل مع المواطن بأعلى مراتب التقدير والاحترام وعدم التجاوز باللفظ أو التصرف. وإذا كان المالكي قدم القدوة الحسنة فما الذي يمنع رجل الأمن والشرطي والجندي من ان يقدم كل منهم الاعتذار للمواطنين أثناء تأدية عمله على التأخير أو الإزعاج الذي سببه لهم دون قصد. قرأت وانا اكتب هذا المقال عبارة في إحدى صفحات الفيس بوك تقول:»الاعتذار ثقافة راقية ... يعتقد الجاهلون انها إهانة للنفس»! الاعتذار .... حضارة وقوة للمعتذر.

  كتب بتأريخ :  السبت 24-08-2013     عدد القراء :  1842       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced