التهليل و الرقص على أنقاض وأشلاء الأوطان العربية !
بقلم : مهدي قاسم
العودة الى صفحة المقالات

لا ندري فيما إذا كان النظام السوري قد ارتكب حماقته التاريخية بقصفه مواطنيه بالأسلحة الكيماوية ، أم إن العملية دبرت بترتيب أمريكي ــ غربي ــ على خليجي ، بهدف الاستعجال بإسقاط النظام السوري ، بعدما فشلت المعارضة السورية في تحقيق ذلك ، و لكن بغض النظر عن هذا و ذاك فأن سيناريو إسقاط النظام السوري بات شبيها بنظيره العراقي شبها شديدا ، سواء على صعيد إيجاد و اختلاق الذرائع ــــ ذريعة حيازة أسلحة الدمار الشامل في الحالة العراقية أو بحجج أخرى ، و ذلك تمهيدا و تبريرا لتدمير و تحطيم بلدان ، ومن ثم تركها أسيرة لحروب أهلية و صراعات و نزعات طائفية و دموية ، لا لها بداية ولا نهاية ، كالحالة العراقية راهنا ، و حيث نفس المصير المزري سينتظر السوريين عاجلا أم آجلا ..
فيبدو أن أحدا من العرب لم يتعظ بعد من التجربة العراقية المريرة ، سيما من مواسم القتل و الدمار المخيمة فوق رؤوس العراقيين منذ عشر سنوات و حتى الآن ، في بلد شبه منهار ينخره سرطان الفساد و الإرهاب و الفقر المدقع ورفاه النخبة السياسية الفاسدة .. أجل أنهم مسرورون لهذا الهجوم المتوقع ، لأن الحقد الطائفي قد بلغ أوجه و أوغر القلوب و أعمى العيون على حساب هدم صروح الأوطان و تشريد شعوبها لاجئين إلى خيم ضيقة و مهلهلة رطبة ..
ولكن أن يجري ذلك الآن بضجة إعلامية تحريضية واسعة و ملحة و متواصلة ، بل و في حالة غبطة كمن على إيقاع طبول فرح و رقصات مرح من قبل غالبية العرب الطائفيين ، وهم ينتظرون بنفاد صبر الهجوم ضد النظام السوري القمعي ، ومن خلاله ضرب سوريا برمتها من الأساطيل و البوارج الأمريكية ، فذلك هو الإفلاس النهائي لهؤلاء العرب الذين باتوا لا يريدون إلا شيئا واحدا إلا وهو زوال هذا النظام ، ليس لكونه نظاما شموليا و قمعيا و أنما لكونه " النظام العلوي " فحسب !!..
و إسقاطه بأي ثمن كان .. حتى ولو بخراب سوريا بكاملها !.
و يبدو أن السوريين المتحمسين لضرب بلدهم لا يعرفون ـــ كما نحن آنذاك ـــ ماذا ينتظرهم بعد سقوط النظام القمعي هناك , و الذي كان يجب أن يذهب إلى الجحيم في كل الأحوال و لكن ليس بهكذا ثمن فادح وباهظ و بخراب كامل ..
أما نحن العراقيين فنعرف ذلك الثمن الغالي جيدا و تماما ..
لأننا نبكي مصير بلدنا المحتضر و المطعون برمال الطائفية البغيضة .
MAHDIKKASIM_(at)_YAHOO.COM

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 27-08-2013     عدد القراء :  1553       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced