بشار – صدام والسلاح الكيمياوي
بقلم : مازن الحسوني
العودة الى صفحة المقالات

نهاية عقد الثمانينات استخدم نظام صدام السلاح الكيمياوي ضد المعارضة المسلحة في كردستان بعد ان عجز عن انهاء هذه الحركة لسنوات عديدةبالاسلحة التقليدية وكانت الخطة وراء جريمته تلك هي افراغ الحركة المسلحة من حاضنتها الاساسية اي القرى والقصبات التي كانت تمد الحركة بكل انواع الدعم .
وتحقق للنظام الدكتاتوري ما اراد بعد هروب الالاف من القرى الكردية وبالتالي وجدت الحركة نفسها وحيدة ومعزولة امام جحافل النظام وانسحبت الى المناطق الحدودية مع تركيا وايران مع المواطنين لتنتهي بذلك تلك التجربة .ولاشك ان جريمة النظام الدكتاتوري لم تواجه باي فعل حقيقي ضده من قبل المجتمع الدولي وهو ما شجعه منذ البداية على القيام بهذه الجريمة ووراء هذا الدور المخزي لجميع الدول اعتبارات كثيرة لست بباب تناولها بل فقط أشير الى ان هذه الدول كانت تريد بقاء صدام في الحكم ولهذا كانت تغض النظر عما يفعله من جرائم بحق ابناء شعبنا.
قبل ايام استخدمت الاسلحة الكيمياوية في سوريا وراح ضحيتها مئات القتلى جلهم من الاطفال والنساء واكاد اجزم ان من استخدم هذا السلاح الفتاك هو النظام وليس المعارضة لاعتبارات عديدة !
. عجز النظام عن انهاء الحركة المسلحة التي تمتد على طول التراب السوري بالاسلحة التقليدية ولهذا لابد من استخدام اسلحة اكثر فتكأ خاصة في ظل الصمت الدولي على الكثير من جرائمه.
.تعتبر منطقة الغوطة الحاضن الاكبر للمعارضة المسلحة التي تقوم بعملياتها داخل العاصمة دمشق ومنها تحاصر المعارضة مدينة دمشق ولهذا يريد النظام افراغ المنطقة او تحييدها في صراعه مع المعارضة .
. لم نسمع في اي يوم لا من النظام السوري ولا من امريكا او اسرائيل او اي طرف دولي على حصول المعارضة للاسلحة الكيمياوية سواء كغنائم من النظام او من الخارج أضافة الى أن هذا السلاح الكيمياوي الذي استخدم حسب اجماع الخبراء لايمكن تصنيعه ببساطة حيث يحتاج الى الكثير من الجهد والمعدات وهو ما لاتستطيع المعارضة توفيره.
. لو فرضنا جدلا ان المعارضة لديها سلاح كيمياوي وخاصة اذا كانت جبهة النصرة فأنها ستستخدمه ضد اماكن تواجد النظام وخاصة قصره او قواعده التي من الصعب اسقاطها عسكريا. وليس ضد حواضنها الاساسية . البعض يبرر أتهامه للمعارضة باستخدام السلاح الكيمياوي بان وراء هذا العمل هو محاولة جر الغرب للتدخل العسكري بحجة استخدام النظام للاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا (الغرب ان اراد التدخل العسكري لن يتوانى سواء باستخدام السلاح الكيمياوي او بدونه وتجربة العراق وغيره من التجارب الدولية امام اعين الجميع).
.يبقى السؤال المهم لكل انسان يتبصر بالواقع السياسي المعقد في سوريا مع من يقف في هذه الحرب الطاحنة هل بصف النظام الدكتاتوري الذي يلعب باوراق سمجة (العروبة ،مجابهة العدو الاسرائيلي .........الخ)مثلما كان يلعب صدام الدكتاتوري بنفس الاوراق (نفس الحزب ) ام بصف الشعب السوري الاعزل رغم اختلاط اوراق المعارضة التي تكاد تكون الوانها متنافرة من اقصى اليمين الاسلامي المتطرف (جبهة النصرة وغيرها من القوى المشددة ) الى قوى وطنية معتدلة تحاول تجميع نفسها بأطر تنظيمية جديدة لتخلق أمل بسيط للمواطن السوري الذي خرج ضد النظام الكتاتوري. انها البديل الافضل من النصرة او القوى المتطرفة الاخرى.
وهنا لابد للجميع من مساعدة هذه القوى المعتدلة من خلال ادانة النظام واعماله الاجرامية بحق الشعب السوري وعدم تبريرها،عدم خلط الجميع في المعارضة ووضعهم بقالب المتطرفين والمتشددين الاسلاميين.وليتذكر الجميع في العراق ان من سرب مئات الارهابيين الى بلدنا كان هو النظام السوري وبعلم وتنسيق من مخابراته ولن يتوانى مثل هكذا نظام على استخدام ليس السلاح الكيمياوي فقط لابل ابشع منه اذا شعر بخطر يحيقه .

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 27-08-2013     عدد القراء :  1828       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced