اسلام القاعدة
بقلم : محمد عبد الجبار الشبوط
العودة الى صفحة المقالات

يحمل المشروع السياسي لتنظيم القاعدة اسما جذابا، هو "دولة العراق الاسلامية في الشام والعراق". ومع ان القاعدة من التنظيمات ذات الامكانيات الكبيرة، الا انها لم تصرف الا القليل من المال والجهد في التثقيف الفكري على مشروعها السياسي. فنحن لا نعرف على نحو نظري وفقهي واضح ماهي ملامح هذه الدولة وما هي متبنياتها. لكن القاعدة تستعيض عن هذا بجهد اخر هو تنفيذ العمليات العسكرية التي تحمل الاوصاف الجهادية، والتي تسفر عادة عن مقتل واصابة اعداد من المدنيين العزل الامنين الذين لا ناقة لهم ولا جمل سوى رغبتهم بالعيش بامان وسلام. وتقوم القاعدة عادة بتصوير عملياتها وبثها على صفحات الفيس بوك ومواقع الانترنيت المختلفة للبرهنة على انها ما زالت نشطة في المناطق التي تدعيها. ولحسن الحظ تكشف هذه التسجيلات عن طبيعة القضاء القاعدي، وطبيعة الفهم القاعدي للقرآن والاسلام، وطبيعة تعامل القاعدة مع البشر، سواء كانوا مسلمين، شيعة ام سنة، او غير مسلمين.
في شريط تم بثه مؤخرا تمكن ملثمو القاعدة من قطع الطريق الدولي، او هكذا يبدو، المار عبر صحراء الرمادي، واوقفوا قافلة تجارية تضم عدة شاحنات قادمة من سوريا الى العراق، ويقودها شبان سوريون. انزل ملثمو القاعدة الشباب السوريين، واجروا لهم محاكم سريعة خاطفة، ثم قاموا باعدامهم بدم بارد رميا بالرصاص. ولو سأل ملائكة الله هؤلاء الشباب: باي ذنب قتلوا، لحاروا جوابا، لأنهم لا يعرفون لماذا. لكننا نعرف ان المحاكمة السريعة تضمنت اسئلة عادية وليست تهما، فقد سأل القاضي الملثم المسلح ضحاياه، سؤالا بسيطا، وهو كم عدد ركعات صلاة الفجر. لم يعرف الشباب العدد. ولا اتصور انهم لا يعرفون فعلا لكن الرعب الذي احاطهم به ملثمو القاعدة كان كفيلا بان ينسيهم اسماءهم واسماء ابائهم. تأكد للقاضي ان الشباب السوريين لا يعرفون الجواب الصحيح، ثم امرهم بالجلوس على الارض، ليتم رميهم بالرصاص.
هكذا تقتل القاعدة الناس، او هكذا تحاكم دولتها الاسلامية في الشام والعراق مواطنيها. تسألهم اسئلة، ولا توجه تهما. فاذا عرفوا الجواب ربما افرجت عنهم، واذا لم يعرفوا تقوم باعدامهم. لا عقوبة غير الاعدام. ولا محاكمات اصولية. ولا تهم موجهة. ولا محامي دفاع. انه القتل الاعمى العشوائي الذي لا يحقق شيئا سوى ارضاء شهوة القاتل الى القتل، وربما ينفس عن حقد دفين في صدره ضد شيء ما. لكن هذا القاتل اياه يغطي كل هذا بتلاوة آيات قرآنية لكي يبدو للناس انه انما يطبق احكام القرآن على الناس. ويعلم الله ان الرسول محمد (ص) والخلفاء الراشدين، والصحابة المنتجبين، والائمة من فرق المسلمين كافة، لم يقتلوا الناس بهذه الطريقة، ولم يجيزوا قتل الناس في قارعة الطريق، بالطريقة التي تطبقها القاعدة الان. هذه هي دولة القاعدة الاسلامية التي تريد اقامتها في العراق والشام والتي يسقط الان الاف الضحايا من المدنيين المسالمين بسببها. من منكم يتمنى ان يعيش في ظل هكذا دولة؟

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 27-08-2013     عدد القراء :  1543       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced