مشكال الشعب العراقي ومحنه بقلم : المحامي يوسف علي خان العودة الى صفحة المقالات لكي نتعرف بدقة عن طبيعة المشاكل العراقية في الوقت الحاضر ونتعرف على السبل الكفيلة بانقاذ هذا البلد الجريح مما هو فيه من محن ومن تشرذم تهدد بكل تأكيد انهاء تواجده على الخارطة العالمية التي لازالت تعتبره دولة  لها كيانها ولو بصورة شكلية تعمل الامبريالية بمساعدة بعض العملاء والدخلاء على تفتيته نهائيا كما هو مخطط له فعلينا أن نتعرف على طبيعة مكوناته ونبدأ بدراسة كل كيان وطريقة التعامل معه واسلوب تفكيره وجذور منطلقاته لشعب العراقي يتكون من ثلاثة اقسام مجتمعية في تكوينها الحقيقي  1-    الشريحة الصامتة وهي شريحة عريضة تتكون من الخبراء والعلماء من اساتذة الجامعات الكبار والوجهاء  وهي الفئة  المدركة والواعية وهي الشريحة التي استهدفها صدام واعتبرها العدو اللدود الاول له فوجه كل قوى هجومه عليها لاسكاتها أو تهجيرها فقد اعتبرها العقبة الكأداء في تنفيذ  المشاريع الاجرامية التي كلفته بها امريكا والتي كان يعلم تماما بانها تعارض هذه المشاريع ولا تتفق معه على تنفيذها وقد تمكن فعلا من حصارها وتنحيتها من الواجهة الاجتماعية  2-    النخبة المثقفة  الوسطية الشبابية  وبعض اصحاب المصالح من رجال الاعمال والحرفيين - وهي فئة مستعدة أن تكون عميلة وتتعاون مع أي جهة تمكنها من تمشية امورها--- فمعظمها ذوو جذور اجنبية أو جذور غريبة لا تشعر بارتباطها الجغرافي للعراق – فبالنسبة للشريحة  المثقفة والمتعلمة  ترتبط بالعمالة عن طريق منظمات المجتمع المدني للوصول الى السلطة باي ثمن حتى لو كان حرية وكرامة الشعب او استقلال بلدانهم – أما رجال الاعمال فغرضهم تمشية مصالحهم حتى لو اقتضى الامر  باقصاء كل الشعب وتنحينه 3-    الشريحة الامية خاصة الفقيرة المعدمة والعاطلة  والتي تمثل الغالبية من الشعب العراقي واكثريتها من ابناء العشائر وسكان الريف – وهي مستعدة أن تكون اجيرة لتنفيذ ما يطلب منها دون السؤال عن السبب أو الهدف أو النتائج طالما تتمكن من تحقيق بعض الموارد لها والدافع لاستعدادها بالوقوع باحضان الاجنبي  عدم شعورها بالانتماء الوطني --- فقد انتزع منها صدام خلال فترة حكمه من تيفكيك البنية الاجتماعية العراقية وتلاشي القيم الاخلاقية التي عرفت بها شعوب هذه المنطقة – فقد اختيرهذا القروي كي يكون من خيرة عملاء امريكا  إذ دربته  بكل عناية في معاهدها ليحقق مصالحها في العراق حيث كانت كل عوامل العمالة متوفرة فيه – فقد استطاع ميشيل عفلق أن يرسخ كل عوامل الفساد الاجتماعي في كيانه الذي اسسه وهو حزب البعث كنظيرقوي في مواجهة الحزب الشيوعي الذي انشأته البولشفية بزعامة الاتحاد السوفييتي – غير أن النزعة الفردية النرجسية  في قياداة هذا الحزب انحرفت بالولاء ان كان في العراق متمثلا في بعض القيادات البعثية او في سوريا فعندما تمرد البكر على امريكا استبدلته بصدام حسين وعندما تمرد امين الحافظ استبدلته بحافظ اسد وتمكنت من انتزاع الشعور بالانتماء الوطني في كلا البلدين 00 فحولته في سوريا الى انتماء طائفي وعرقي وهو نفس ما فعلته في العراق ولكن بمتضاددين فابرزت الشكل السني الظاهري وليس الواقعي  في العراق وابرزت في سوريا الشكل الشيعي العلوي وهو ليس حقيقيا ايضا فوضعتهما في مواجهة بعضهما  يتصارعان --- اما بالنسبة للاتحاد السوفييتي فقد انشأ الحزب الشيوعي في الاساس من الاقليات العرقية والدينية والطائفية التي كانت تشعر بالاضطهاد – فاستطاعت كل القوى الدولية أن تفكك اللحمة الوطنية المترابطة مع النسيج العربي الذي تمثله المنطقة برمتها فادى كل ذلك الى ما نحن فيه – وقد اثر غياب الجبهة الاشتراكية لفترة من الزمن بسبب تفكك الاتحاد السوفييتي وانهيار اقتصاده حيث استمر لما يزيد على الثلاثين عام استطاعت خلالها الولا يات المتحدة من تشكيل بؤر دعم لها بتفعيل نشاط مؤسساتها الاعلامية مثل فريدم هاوس التي تمكنت أن تنشيء في مصر ما يزيد على الاربعين الف منظمة مجتمع مدني– كما استطاعت ان تنشيء في العراق اكثر من خمسة الاف منظمة شبيهة التي اغدقت عليها الاموال الطائلة  لادامة فاعليتها وركزت جهودها على منظمات الدفاع عن حقوق الانسان – وشجعت العديد من الشبان للانضواء تحت عباءاتها ومنحتهم الفرص للسفر الى الولايات المتحدة على نغقاتها الخاصة  للاشتراك في الدورات التثقيفية والتوجيهية والتدريبية المتواجدة في العديد من مؤسساتها المنتشرة  في معظم الولايات الامريكية تحت مختلف المسميات-كما ساعدت بعض وسائل الاعلام وشاركت العديد من الاعلاميين في تلك الدورات ولا زالت -- مع اتاحة العديد من فرص العمل داخل بلدانهم بعد عودتهم--- فضمنت ارتباطهم الوثيق بها والعمل على تنفيذ مأربها وتجنيدهم في العديد من المنظمات الاجرامية والتخريبية تحت تسميات اجتماعية او ثقافية  او دينية او عرقية مهتمة بالشريحة الشبابية بشكل خاص فهم اكثر اندفاعا واشد طواعية من اجل رفع التقارير المنتظمة عن طريق قيادات تلك المنظمات كي تتطلع المؤسسات الامريكية  على كل تفاصيل الحياة في البلدان العربية – والتصدي لكل من يعرض مصالحها للخطر أو يشوه صورتها ويكشف عن وجهها القبيح في هذه المنطقة--- وبهذا فقد غدت معظم منظمات المجتمع المدني ادواة مسيرة ومسخرة للادارة الامريكية--- وقد بان اثرها بشكل ملموس في مصر بسبب الكثافة السكانية وشدة الفقر الهائل والمتمثل بالعشوائيات المنتشرة في كل مناطق الارض  المصرية – بينما تغلغلت في العراق بطريق ناعم سلس اكثر التباسا وتمويها تمكنت خلاله العديد من قيادات هذه المنظمات أن تخفي حقيقة نشاطها عن الكثير من اعضائها  وحجبت عنهم حقيقة ارتباطاتها او مصادر تمويلها ولا زالت هذه المنظمات تعمل بفاعلية في العراق والدول العربية – باساليب كثيرة سوف افصح عنها واكشف بعض صورها في مقالات لا حقة--- ومع ذلك سوف تبقى هناك العديد من الصور خافية لايمكن للمرء مساسها فقد تعتبر خطوط حمراء في المجتمع العراقي لن يستطيع أي انسان تجاوزها وإلا تعرض للفناء لا محال حتى لو هرب الى اقاصي بلدان العالم الفسيح – فاذرع الادارة الامريكية تصل الى كل مكان---وأرجو أن لا أغضب القاريء الكريم وأنا أعلم علم اليقين بأن العديد منهم يعمل داخل هذه المنظمات بحسن نية ولا يعلم شيئا عن ارتباطاتها العميلة فقد ينتمي اليها مندفعا بدوافع انسانية (( تثقيفية أو توعوية أو خدمية ))  أو جتماعية  أو ترفيهية أو عاطفية أو قد تكون مالية في معظم الاحيان كفرصة عمل  فقد اكتوى جيل القدامى بامثالها على يد بعض ما كان متواجد قبل خمسين سنة مع قلتها  انذاك حيث لم يتجاوز اعداد تنلك المنظمات العميلة في ذلك الوقت سوى عدد قليل لا يزيد  على الثلاثين منظمة بينما ارتفعت اعدادها في هذه الايام اكثر من خمسة الاف منظمة يعمل البعض منها خارج العراق أو له فروع في دول مختلفة----- فكشف اوراقها امر مستحيل فعملائها مدججون بالسلاح  ومستعدين لمن  يشير لها ولو بطرف عين ----فالاموال تعمي العيون وتطبق الاذان وتقفل الاذهان  وتسكت اللسان وتسيل اللعاب  !!!!   كتب بتأريخ :  الإثنين 16-09-2013     عدد القراء :  1436       عدد التعليقات : 0