إنهاء تحقيقات في أخطر جريمة ولكن ضد مخلوقات زئبقية
بقلم : مهدي قاسم
العودة الى صفحة المقالات

أعلنت وزارة الداخلية بأنها ستحيل ملف أجهزة كشف المتفجرات إلى القضاء ، دون أن يتضح ضد مَــن و ضد ممَــن ؟!، وهل تم اعتقال البعض المتورطين من المسئولين العراقيين على ذمة القضية ، لينالوا عقابهم العادل قضائيا ؟!، أم إن التهمة ستُوجه ضد أشباح غير مرئيين ؟ على اعتبار أن الأشخاص المتهمين الفعليين يكونوا قد غادروا البلاد مع ملايين دولاراتهم ــ مثلما فعل غيرهم سابقا من قطان و شعلان ومشعان و و السوداني أو أيهم السامرائي و غيرهم ــ بحيث يتعذر القبض عليهم أو استعادتهم ..
أم إننا سوف لن نسمع عن نتائج هذه التحقيقات نهائيا ؟!، حالها حال باقي الملفات سواء منها الأمنية أو المتعلقة بالفساد المالي ، لأنها سوف تُميع لتضيع منسية و مغبرة في أدراج الإدعاء العام أو القضاء ، حالها حال عشرات من التحقيقات التي سمع الشارع العراقي عن إجرائها ، ولكن دون معرفة نتائجها القضائية فيما بعد ، و ذلك بسبب عدم الجدية المقصودة أصلا ، وذلك بحكم المساومات السياسية المعتادة والتي تجري عادة خلف كوابيس الأحزاب و التكتلات السياسية المتنفذة تحت الشعار المتفق عليه ضمنيا وغير المعلن إلا وهو شعار " شليني و أشيلك " لكون ما من حزب من هذه الأحزاب و التكتلات السياسية المتنفذة ألا و تكون متورطة بهذه الملفات بشكل من الأشكال ..
غير إن هذه الجريمة الأنفة الذكر ، تعتبر من أخطر و أقذر الجرائم وضاعة ، لكونها لم تقتصر على سرقة المال العام بهذه الطريقة المضحكة و الهزيلة ، و إنما نتجت عنها احتمالات تعرض حياة مئات ألوف من العراقيين للخطر المحدق ، و القتل المحقق ، بسبب عدم قدرة أجهزة كشف المتفجرات الزائفة هذه ، على كشف السيارات المفخخة أثناء عبورها من السيطرات و نقاط التفتيش ، لكونها أما غير مناسبة أو لم تُصنع لهذه المهمة الأمنية أصلا ..
و كان القائمون على هذه العملية الدنيئة على علم تماما بخطورة ما يقومون به من مغامرة خطيرة و متاجرة شريرة بحياة الملايين من العراقيين ، ولكن مع ذلك فهم مضوا في تنفيذ مأربهم القذرة غير أبهين ولا مهتمين لحياة العراقيين مهما هددهم خطر الموت المحقق ..
على اعتبار إن الحكومة العراقية نفسها غير مبالية بحياة مواطنيها ، مثلما صرح مبرم الصفقة و المدان قضائيا في البريطانيا " جيمس ماكورميك !!..

ومن المؤكد إن عشرات من السيارات المفخخة قد مرت دون أن تستطيع هذه الأجهزة الزائفة كشفها و انفجرت في وسط أسواق وأماكن مزدحمة بالعاملين و المارة العابرين لتخلف ألافا من الضحايا الأبرياء ..
وهي الجريمة الشنيعة و التي يجب أن تترتب عليها عقوبات شديدة جدا ضد الذين خططوا و نفذوا أو تواطؤا على تنفيذها و تحقيقها ..
و كل ما نخشاه من إن المنفذين لهذه الجريمة سيتحولون إلى أشباح غير مرئية أو إلى محلوقات زئبقية سرعان ما يتبددون في الهواء حال وصل ملف هذه القضية إلى القضاء ..
فيبدو أن المساس بأي شيء له علاقة بالإرهاب هو خط أحمر !!..
لأن الإرهاب عندنا ، يعيش ربيعه العراقي الدائم ، خادما ، راعيا مصالح كثير من ساسة و أحزاب طائفية تقوي نفوذها ووجودها بفضل هذا الإرهاب المؤجج لنزعات و تحندقات طائفية وقواعد تصويت جماهيرية واسعة والتي جعلت هؤلاء الساسة و الأحزاب في السلطة و بسط النفوذ السياسي حتى الآن ..
و ربما في السنوات القادمة أيضا و ذلك بفضل الوعي الوطني الكبير لشعبنا العظيم !!....
هامش ذات صلة :
15-09-2013 | (صوت العراق)
الداخلية تحيل ملف أجهزة كشف المتفجرات للقضاء والنزاهة وتؤكد "تورط" أسماء جديدة بالصفقة

MAHDIKKASIM_(at)_YAHOO.COM

  كتب بتأريخ :  الإثنين 16-09-2013     عدد القراء :  1545       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced