النهوة" أنموذجا.. تقاليد بالية بحق المرأة
بقلم : خديجة علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

ما زالت المرأة العراقية تتعرض إلى انتهاك متواصل لحقوقها بسب التقاليد العشائرية القديمة البالية، فهي أكثر الأطراف تضرراً منها بحكم طبيعة مجتمعنا الشرقي ذي النزعة الذكورية، فتوجد الكثير من النساء في الريف والمدينة يرزحن تحت وطأة ظلم تلك الأعراف وتعسفها، منها زواج "الكصة" و"الفصلية" والقتل غسلا للعار و"النهوة" وغيرها، بالرغم من مصادقة العراق على اهم المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تخص المرأة.
لكن لا زالت بعض مجتمعاتنا في الريف والمناطق الشعبية الفقيرة تعمل بتلك الأعراف كأنها واقع حال لا مفر منه ، والانكى انها تنظر الى المرأة نظرة دونية ضيقة فيتحكم في تقرير مصيرها واختيار شريك حياتها عدد من الاقارب فضلا عن الاب والاخ، وتجبر على الزواج او يكون مصيرها النهوة، التي تعني ان يصدر قرار من أقربائها بمنع اي شخص من الارتباط بها ، وقد يتبع اسلوب العنف والتهديد بالسلاح طريقا لتطبيقها. وعن النهوة يقول باسم صاحب (معلم ): من المخلفات التي أورثتها لنا العادات والتقاليد القديمة " النهوة" ، والهدف منها جانبان ?لاول الابتزاز للعريس بشكل غير قانوني وشرعي والثاني عملية ثأر او عداوة بين الاقارب أنفسهم، فتكون الضحية في تلك العداوة الفرد الأضعف في الأسرة وهي المرأة، وتعد هذه الاساليب والقوانين مجحفة ولا تتوافق مع المبادئ الإنسانية والأخلاقية للمجتمع المتحضر، فمهمة رجال الدين والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني التصدي بكل الوسائل لحماية الفتاة من الظواهر التي اكل عليها الدهر وشرب.تحدثنا الطالبة ياسمين رحيم عن قصة قريبتها آمال الذي رفضت الزواج من ابن عمها مما حدى بعمها ان ينهى عليها حسب العرف العشائري ، ورغم تقدم عدد من ا?شباب لخطبتها لكنها لم تستطع الزواج حينها ، الا بعد وفاة عمها. فالعرف يسقط بعد وفاة القائم به.
وهي تطالب الوجهاء وشيوخ العشائر بالتعامل مع المرأة على انها إنسان، وليس مشروعا لقانونهم الجائر ، فهي الام والاخت والبنت والزوجة، ولولاها لما اكتمل المجتمع .
بصوت خافت بدت عليه نبرات الحزن والألم تقول زهراء رضا، وهي ربت بيت : أتمنى ان تتغير الأعراف العشائرية بقوانين تنصف المرأة، فهي لا ذنب لها لتعاقب بقوانين عفا عليها الدهر. وتروي قصة أختها قائلة: تقدم لخطبتها جار لنا، شاب ذو اخلاق عالية ومتعلم، لكن ابن عمي رفض هذه الزيجة ونهى عليها وفق تقليدنا العشائري، والانكى انه متزوج من امرأتين ولديه اكثر من خمسة أبناء، بحجة انه يريدها زوجة له، لكن والدي رفض تزويجها له، فتوصلوا الى حل توافقي وهو ان يعقد قرانه عليها في المحكمة، ويتركها للعيش في بيتنا، تضيف رضا قائلة: لقد تأ?منا كثيرا بسبب مآل اليه مصير اختنا، نحن نرفض تقليدا يظلم المرأة وينتهك حقوقها في الحياة والمصير والشريك، وهي لا ذنب لها ولا جرم، وأتساءل أين هو دور المنظمات النسوية في تغيير تلك الاعراف ؟
نادية فتاة جامعية تحدثت الينا عن حكايتها ، فتقول : انني واحدة من خمس بنات، ابي مثقف نوعا ما، فهو لم يحرمني من شيء من تعليم وملبس وغيرها ، لكنه لا يسمح بتزويجنا من غير ابناء عومتننا، وعندما خطبني زميل لي هددني والدي بمنعي من مواصلة الدراسة ان لم ارضخ للزواج من ابن عمي.
تكمل نادية حديثها: إنني في حيرة من أمري، فالعام الدراسي على وشك البدء وقد امهلني لحين بداية الدراسة فإن رفضت لا دراسة بعد ذلك، لا اعرف لم يتمسك هؤلاء الآباء بهذه العادات القديمة التي تكاد تخنق المرأة .
السيدة شذى القيسي تقول: وصلت المرأة لمراتب كثيرة في التعليم والوظيفة الا ان بعض العوائل لا تزال تحت سيطرة عادات عشائرية بالية لا تتناسب مع عصر الثورة التكنولوجية الذي نعيشه ولكنها انحصرت بعض الشيء واقتصرت على بعض التقاليد، فمن الممكن ان تزول تلك التقاليد بالتدريج مع تطور المجتمع.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 17-09-2013     عدد القراء :  1717       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced