كل "شرف" وأنتم طيبون
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

أُشفق على المواطن "المسكين" الذي ينتظر "بفارغ الصبر" انعقاد ما يسمى بوثيقة الشرف، متوهماً أن هناك صراعاً سياسياً حقيقياً بين أطراف العملية السياسية، فمنذ أشهر ووسائل الإعلام مشغولة ومنشغلة بافتتاح المسلسل الدرامي الذي أشرف على كتابته نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي الذي بشـَّرنا قبل أيام بأن "العم" أوباما "منبهر"بالصياغة اللغوية لهذه الوثيقة، حتى أنه قرر أن يتعلم العربية كي يحفظها عن ظهر قلب، وانشغلت الفضائيات بحروب الوثائق بين الزعيمة حنان الفتلاوي والنائب جواد الشهيلي، وظلت الناس حيرى تصدِّق دموع اسمه النجيفي التي ذرفها في حب ايران وتركيا، أم تثق بتكشيرة صالح المطلك الذي اكتشفنا ان المالكي أقرب إليه من حبل الوريد؟ فيما أُصيب العراقيون بخيبة أمل بسبب امتناع البلبل الصداح عتاب الدوري عن التغريد منذ اشهر عقاباً لهذا الشعب الناكر للجميل الذي وقف حجرة عثرة أمام طموح زوجها الحاج "أبو حاتم" وخلال هذه المدة تعرض العراقيون بمختلف أطيافهم إلى قصف بالمدفعية الثقيلة من النائب كمال الساعدي، فيما ظل المقرَّب عباس البياتي مصّراً على ان الصهيونية والإمبريالية العالمية، لا تريد للسيد المالكي ولاية تاسعة عشرة، لأن في ذلك إجهاضا لمشاريعها التوسعية في المنطقة.
المشهد العبثي الذي نعيشه اليوم يقول بوضوح: إن أي كلام عن عدم وجود قوى سياسية حقيقية غير صحيح، وأن ما نراه الآن مجرد "بسطيات" تجارية تريد أن تجني ثمار التغيير لصالحها!
لم يتبق لنا ونحن نسمع أن ما يسميه البعض بمؤتمرات الإجماع الوطني أصبحت من الماضي، سوى أن نشكر كل الكومبارس من النواب والسياسيين الذين أدوا أدوارهم بكل مهنية وإخلاص وهم يساهمون في تقديم نهاية ممتعة لمسلسل درامي جديد اسمه "وثيقة الشرف الوطني" الذي سيقابل بتصفيق حاد من العراقيين المساكين الذين ستدهشهم الأحداث قبل رفع الستار! فقد أخبرنا الخزاعي ان مسلسله – عفواً – أقصد مؤتمره " سيكون خريطة طريق لحل مشاكل البلاد والإسهام في بناء العراق الجديد ".. طبعا بعد ان ننتهي من بناء العراق، سننام مطمئنين هانئين على صوت المالكي وهو يقول لنا: لا تغادروا مقاعدكم ففي الطريق مسلسل جديد أكثر تشويقا وإثارة.
لقد مضت سنوات على مسلسل الأزمات السياسية، وعقد أكثر من اجتماع مجاملة،وصدر أكثر من بيان تطمين وسمعنا أكثر من مسؤول يقول: ان القوى المتحاربة ستلقي السلاح أرضا، لكن الواقع يقول إننا ما زلنا نواجه سياسيين بلا رؤية، لا يعرضون أفكارا ولا يطرحون مشاريع بناءة، وان اجتماعاتهم لا تعطي أملا للناس ولا تبشر بفرص حقيقية، فهم منهمكون بطرح قدر مهول من التصريحات، التي دائما ما تنتهي بجمل وعبارات ملت الناس من سماعها، وسيقول لنا "علي الشلاه" احذروا "حيدر الملا".
يدرك معظم الساسة انهم خسروا الناس، وانهم اليوم لا يمثلون ناخبيهم بقدر ما يمثلون طموحاتهم الشخصية، وان الخطب النارية التي يلقيها البعض والتلويح بمقاطعة العملية السياسية، ما هو إلا ابتزاز منظم للناس كي تسكت وتنشغل عن الهم الحقيقي، وهو إعادة بناء البلاد على أُسس حديثة.
و إذا كان السيد الخزاعي يرى أن بناء البلاد يتطلب تدخلا شخصياً منه ومباركة من قادة البنتاغون، فإن العراقيين مدينون له بالشكر على هذا الإنجاز الكبير، لأن ترجمة ذلك يعني أن الأوضاع ستبقى على ما هي عليه حسبما يرى من بيدهم الأمر،، على اعتبار أن الخوف كل الخوف أن يخيّب المالكي أحلام الجماهير ويصل بأشواقها إلى طريق مسدود، ولهذا المطلوب ان تضاف إلى وثيقة الشرف "الخزاعية" فقرة مهمة تؤكد ان العراقيين جميعا يضعون آمالهم كلها في شخص واحد "المالكي"، وان المطلوب ان يعلن هذا الواحد الوحيد أن الإصلاح ليس الآن، وهنا يكون الطريق مفتوحاً وممهداً لولاية ثالثة، إنها الرصاصة الأخيرة مصوّبة بدقة نحو كل أمــل في التغيير.
وكل "شرف" وأنتم طيبون!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 17-09-2013     عدد القراء :  1505       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced