بهلول ووثيقة الشرف
بقلم : ابراهيم الخياط
العودة الى صفحة المقالات

اثناء الفرهود العظيم في 9 نيسان 2003، كان "بهلول" واقفا يتفرج ويشاهد الحوسمة وأبطالها وأحزابها، عرفهم واحدا واحدا، فتحسر، وتمتم مع نفسه: "سبعين سنة ويكولون تره الشيوعيين ما يعرفون الله، واليوم طلعوا بس الشيوعيين يعرفون الله".
وبعد تشكيل مجلس الحكم ثم البرلمان فالحكومة، سار قطار العملية السياسية على سكة غير أمينة وغير آمنة، فصار النواب والوزراء والمدراء شبابيك مرمى لأباطيل تهم الارهاب والفساد تارة ولمصاديقها تارات. وفي هذا الجو المكهرب الذي لم يسلم من سوئه أحد، وقبيل الانتخابات البرلمانية السابقة باسبوع وبالتحديد يوم الجمعة 26 شباط 2010، عرضت فضائية "السومرية" برنامجها "ولكم القرار" لمقدمه الاعلامي اللامع د.نبيل جاسم مستضيفا الرئيس محمود المشهداني الذي لم يفلح في التعرف على سلام عادل من خلال صورته، وبعد أن عرّفه المقدم به علق المشهداني أن الحزب الشيوعي هو أنظف حزب في الساحة، وهو الوحيد الذي لا يتلقى دعما خارجيا، وأضاف أنه بالنظر لنزاهة هذا الحزب وعدم تلطخ أياديه بدم، فانه يتوقع له توسعا كبيرا.
وأوضح المشهداني أن حميد مجيد موسى ومفيد الجزائري هما أصدق البرلمانيين وأكثرهم نزاهة واخلاصا والتزاما بالحضور واغناءً للنقاشات والحوارات في الجلسات واللجان.
وكان "بهلول" يتفرج على الحلقة المثيرة، فابتسم وقال: (شوف الحياة شلون تجازي الزين، هذا عدو للشيوعيين يصير محاميهم، ينسى قائمته وكتلته، ويكوم يسوي دعاية إلهم، وهالايام كل دقيقة دعاية بذاك الحساب".
والان، في 19 أيلول الحالي وقـّع جمع من قادة الكتل السياسية والفعاليات الدينية والاجتماعية في بغداد على وثيقة الشرف والسلم الاجتماعي، وقد رفض ائتلاف العراقية المشاركة، في حين أعلنت جبهة الحوار الوطني مقاطعتها، كذلك كتلتا الحل والتيار الصدري رفضتا التوقيع على الوثيقة التي رعاها نائب الرئيس د.خضير الخزاعي والتي تنص على تحريم الدم العراقي و"تحقيق التوازن!" ونبذ الطائفية ومحاربة الإرهاب والميليشيات.
ولكن لم يُدع لها الشيوعيون، وأرى من الصحيح أن لا تتم دعوتهم فالجماعة قد اجتمعوا ليوقعوا على وثيقة تحرم الدم والقتل والسرقة والرشوة وكل حرام وخطأ وخطيئة، ولا شأن للشيوعيين بكل هذا الاجرام، أما الدعوة لـ "تحقيق التوازن" فهي دعوة للتحاصص الطائفي بما يتناقض جملة وتفصيلا ومعنى ومبنى مع العبارة التي تليها مباشرة.
وأثناء ما كان يقرأ "بهلول" الوثيقة وأسماء الحضور واحدا واحدا، مرّ عليه صديقه الشيوعي يطلب منه تبرعا للحزب، فداهره "بهلول" بأن الجماعة يبحثون عن الشرف فيما أنتم تبحثون عن المال، فأجابه: نعم صديقي لكنك لابد تتذكر ما قاله ذلك المغمور لبرناردشو: أنا افضل منك، لأنك تبحث عن المال، وانا أبحث عن الشرف.
فردّه برناردشو على الفور: صدقت، كل منا يبحث عما ينقصه.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 25-09-2013     عدد القراء :  1573       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced