إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء مع التحية :
بقلم : جاسم المطير
العودة الى صفحة المقالات

انصفوا علياء نجوم الشاعر مظفر النواب..

أفصِحُ اليوم بكلامٍ ذي شجون أن في العراق شاعر واحد اسمه مظفر عبد المجيد النواب يعيش مغتربا في لبنان ،حاليا، بعد أن باح وجدانه مباهجَ شعرٍ منذ ستين عاما ،منذ أن كانت خناجر السلطات الظالمة مشرعة بوجهه وهو يقطع المفاوز والأهوار والسجون،  واحدة بعد أخرى، متكبرا على الظالمين، بصوتهِ الشعري الصادح وبأنوار نثرهِ لجميع أحبته من العراقيين المفترشين الوهاد وبساط الفقر، مدافعاً عن شعبه وعن حقوق الإنسان. لم يفزع ولم يتعثر على أي طريق رغم أن الحياة اسودّت في آخر عمره.

هذا الشاعر أمسى غريبا لكنه ما أمسى بلا أصحاب، 

أمسى صامتا في شفةِ المرض اللعين لكنه ما أمسى متغيراً.

قلبه مع شعبه ما أمسى حائراً،

ما زال يعلـّم الناس على صبر المحن.

صوته ظل حتى على فرشةِ المرضِ مع صوت وطنه رغم أن عقيق عينيه صار شديد الحمرة لأن الدولة العراقية ما زالت تكتم عنه حقه في الراتب التقاعدي، لكنه ما تلظى ولا اشتكى. 

اخبرني، تلفونياً،  قبل قليل أن السيد سفير جمهورية العراق مع قنصلها في بيروت قاما بزيارته وهو على فراش البلى والمرض.  اعلمه  السيد السفير بتحية رئيس الوزراء السيد نوري المالكي وباستعداده لتقديم العون.

اعلمهما مظفر النواب بخيرِ الجوابِ والسلامِ والتحيةِ لكل العراق ولكل العراقيين شاكراً هذا الموقف متمنياً أن يجد حقه في بلوغ راتبه التقاعدي أسوة بكل موظف من موظفي الدولة العراقية. 

أقول للأمانة العامة لمجلس الوزراء أن إحالة شاعر الشعب مظفر النواب على التقاعد بقرار وزاري واحد لا يستغرق غير بضع دقائق .. هذا ليس بالأمر المحال. أقول لكم أيها السادة في مجلس الوزراء أن طائر الأهوار والسجون والغربة ،مظفر النواب، لم يترك له المرض من بقيا السنين ما يساعده على الحركة والمشي لمراجعة دوائر الدولة العراقية بقصد إنهاء أوراق معاملة التقاعد فما عاد بإمكان مركبه أن يجتاز شطآن مياه  الروتين العميقة  والبيروقراطية الإدارية.

إن آمالنا نحن العراقيين من أصحابه ترنو إلى قرار جريء وسريع يصدر من مجلس الوزراء يحمل شحنات الحق التقاعدي لشاعر يستحق أن يُنحت تمثاله مرفوعاً على ضفةٍ من نهر دجلة. 

ليس من المروءة أن تظل خلايا جسد الشاعر محتبسة عن الحركة يا أيها الحكام في الدولة العراقية وهو لا يستطيع أن يبدأ رحلة المبهم من المعاملات والمراجعات لأن حياته أكلتها قيود الوطن والغربة وهو لا يرى الآن غير ضباب دولته التي تمنع عنه موج الكرامة التي ملئت حياته نضالا وتضحيات من دون وفائه بالتكريم والرعاية  .

كفى ظلما أيها السادة القادة فليس من الإنصاف أن يبقى شاعر الشعب رهين حياة قاسية صعبة وقد استحالت على أيديكم حقوقه التقاعدية .

اطمئنوا يا وزراء العراق – وزير الثقافة ، وزير التربية، وزير الهجرة والمهجرين-  أن الشوارع العراقية لا تنتفض ولا تنفجر ولا تحتج ولا تتظاهر إذا ما أسرعتم باتخاذ قرار احتساب راتب تقاعدي لشاعر البركان العراقي الذي كان قد تفجر شعراً غاضباً  ضد كل الحكومات الدكتاتورية الظالمة. 

مظفر النواب لا يبغي المحال حتى وإن عاش غريباً على شواطئ أحزان البحر الأبيض المتوسط.. إنه ما زال ذلك الطائر الذي لا يعرف غير صبح العراق وأصوات العراقيين  ووجود العراقيين ومستقبل العراقيين.. آخر أمنياته مثل أولها يريد أن يرى وطنه بلا دموع ولا بكاء فليس غير العراق له قلب وأنفاس وعيون ومهجة .

ردّوا أيها المسئولون في الدولة العراقية تحيتكم إلى مظفر النواب بإصدار قرار اعتباره مواطنا متقاعداً له حق أولي  في هذا الوطن..

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 01-10-2013     عدد القراء :  1601       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced