القيادة الشعبية الوطنية هي القادرة الوحيدة على التغيير
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

لقد تعودنا بصورة دائمة أن نطالب الجماهير الشعبية  بتغيير احوالها والثورة على الاستبداد والظلم وهو اسلوب فاشل ودعوات استهلاكية خائبة... فالجماهير في كل دول العالم ليس باستطاعتها التجمهر والاحتشاد من تلقاء انفسها فهي بحاجة الى قيادات تنظمها وتجمع شتاتها وترص صفوفها لكي تخرج للشوارع مطالبة بالتغيير أو انتزاع حقوقها وتحقيق حاجياتها... فالجماهير بشكل عام تكون متفرقة أومرتبطة إما بتنظيمات فئوية او طائفية او دينية او عرقية او تكون منشغلة بالبحث عن موارد رزقها اضافة لكون معظمها اناس بسطاء اكثريتهم من الاميين والمغيبين والمتخلفين تنقصهم التوعية والثقافة العامة والادراك الصحيح.... فهم لا يستطيعون ادارة انفسهم وتنظيم حياتهم فكيف يكون بمقدورهم ان يتجمعوا تلقائيا ليقفوا وقفة رجل واحد ضد الظلم والطغيان إن لم يكن هناك من يوحدهم ويشجعهم ثم يقودهم كصف واحد للوقوف ضد العدوان داخليا كان امم خارجيا اضافة الى التمويل لادامة الاحتجاجات التي قد تنقلب الى اعتصامات والبقاء عدة ايام او عدة اشهر... والمتظاهرون بحاجة الى مصاريف واطعمة  وغير ذلك من ضروريات ادامة الحياة والتعويض عن العطالة والتوقف عن العمل... والتمويل هذا إما ان يكون اجنبيا وهو ما يحدث في معظم الاحيان او يساهم به بعض المتضررين من الاوضاع من اصحاب رؤوس الاموال الوطنيين الذين يجدون في الاستجابة للتظاهر تحقيقا لمصالحهم في التخلص من التعثر التي اصابت هذه المصالح من قبل النظام القائم كما حدث في مصر حيث التجأت حركة تمرد الى التجار والاثرياء مما تضرروا بوجود نظام الاخوان فقدموا المساعدات المالية لهذه الحركة وتبرعوا بمستلزمات استمراريتها.. فالتظاهر والاحتجاج ليس بالامر الهين بل هو بحاجة الى تكاليف وتنظيم دقيق وقد تمكنت حركة تمرد من تهياة كل الضروف لانجاح حركتهم وقامت بطبع الاستمارات التي وقعت عليها الملايين من المواطنين ولكن ما ميزها هو هذا الاجماع الذي تحركت من خلاله متجاوزة كل الفئويات والمعتقدات والاننتماءات سوى الانتماء الوطني العارم والمشاعر المناوءة للتشدد الديني والتخبط الذي حدث خلال حكم الاخوان والتيارات الدينية المؤتلفة معهم ... فتمكنت ان تحضى بهذا الاجماع الجماهيري فاخرجت كل تلك الملايين من الرجال والنساء والشبان من بيوتها لتقف معهم تؤيد حركتهم الوطنية الخالية من أي دافع فئوي ضيق  ..وقد ثبت فشل الاحزاب السياسية على القيام بهذا الدور خاصة اذا كانت احزاب متعددة التوجهات وباعداد غير منطقية اذ وصل عددها في بعض البلدان العربية الى المائتي حزب فهي بهذا العدد لا يمكنها ان تحشد الجماهيروتدفعها للنزول الى الشارع إلا باعداد منتسبيها القلائل فلا يمكن اي منها بمفرده  ان يدفع كل ابناء الشعب  إلا إذا توحدوا في جبهة واحدة وهو امر يكاد ان يكون مستحيلا  اولا لاختلاف ايديولوجياتها المتعارضة وتوجهاتها المتناقضة وانتماءاتها المختلفة .... وثانيا لضعفها وانتهازية معظمها برغبتها في التسيد وازاحة غيرها من الساحة أو بسهولة مساومتها وارشائها لتغيير مواقفها .. لذا كان من الظروري ان تقوم منظمات شعبية جماهيرية غير مؤدلجة او منحازة جذريا في اتجاه معين  من لعب هذا الدور في انهاض الشعوب وتوجيهها واثارتها بشعارات وطنية ومطالب شعبية حقيقية وهو ما فعلته حركة تمرد التي قادها الشباب بروح وطنية مجردة وتمكنت ان تحشد الشعب المصري عن بكرة ابيه وتجعله يقف وقفة رجل واحد فعلا واستطاعت ان تحقق النصر وتزيح نظاما دمويا كان قد خطط البقاء الى ابد الدهر كسابقه في ذلك حزب البعث في العراق.. الذي رفع شعار((( جئنا لنبقى))) ولم يتقبل وجود غيره إلا كتابع له.... كما حرم  المناقشة والحوارمع بقية التنظيمات  فتحطم هو الاخر ولكن على يد نفس من اتوا به مع الفارق في الاهداف طبعا.... لذا ومن هذا المنطلق فالشعوب اليوم لا بد وان تقودها النخبة الشبابية  المثقفة لكن من منطلق وطني وليس من منطلق فئوي ضيق... مع قلتها غير انها هي القادرة الوحيدة فعلا على قيادة الشعوب وتوحيدهم لانها لازالت احاسيسها صافية رائقة  لم تترسخ الاطماع الشخصية في نفوسها اذ قد يكون معظمها من الطلاب او الناس البسطاء الذين لم ترتفع طموحاتهم الى الدرجة التي يصل اليها السياسييون الذين همهم المناصب والمراكز فيكون معظمهم دوافعه ذاتية شخصية نفعية غير وطنية .. وهو مايسري بالطبع على الاحزاب والتيارات الاخرى ان كانت دينية او سياسية او عرقية او طائفية فقد تغلب على معظمها النزعة النفعية المصلحية الانتهازية فهي عاجزة عن القيادة لتنافسها مع بعضها لذا فقد تضطر ان تكون هي نفسها تابعة للقيادات الشعبية وهو ما يجب ان يلعبه الشباب هذا الدور الحيوي الوطني ويقتدي بما فعلته حركة تمرد في خلق الحس الذاتي  والوعي الوطني.. من اجل ترسيخ الثقة في نفوس عموم الشعب ودفعه للمطالبة بحقوقه وعدم الارتكاز على الانتهازية الفئوية التي قد اضحت في معظمها اجيرة للجهات الاجنبية مقابل حفنة من الاموال فهي سرعان ما تتراجع وتهرب امام أي ردة فعل تواجه به بسبب ضعف معنوياتها وعدم احساسها بالانتماء الحقيقي للوطن.. وبقاء سيطرة عقد الاحساس الطائفي او الديني او المنا طقي مترسخ في نفوسها لايمكن  انتزاعه  واذابته إلا من  خلال البود قة الوطنية التي بامكانها ان تجمع كل الملل والطوائف والاعراق تحت يا فطة واحدة تعمل جميعها للتصدي للمعتدي الغاشم الخارجي او الداخلي... وهكذا يكون بامكانها ان تزيح الاثقال الجاثمة فوق صدورها بتكاتف وتعاضد وطني موحد ...!!!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 02-10-2013     عدد القراء :  1534       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced