حرب المياه ألقادمه وأنتحار شط العرب
بقلم : عبد الجبار نوري
العودة الى صفحة المقالات

منذ قدم التأريخ والمياه تعتبرالمحدد الرئيسي في العلاقات الدولية ، وأحيانا كثيرة تعتبر حافزا فعالا في أثارة الحروب والأقتتا ل ، وفي الوقت نفسه هي صانعة السلة الغذائية للكائنات الحية على هذا الكوكب حسب المنطق العلمي لمعادلة البيئة البشرية :الزراعة نفط دائم بينما النفط محكوم بالزوال والنضوب ، وأنها اكسير الحياة وسر الوجود على هذا الكوكب الجميل لذا نشأت أقدم وأرقى الحضارات في العالم ، مثل حضارة وادي الرافدين في العراق قبل أربعة ألاف سنة ق.م –أقدم حضاره – وحضارة وادي النيل قبل 3150 سنة ق.م وحضارة الهند والسند قبل 2900 ق.م على ضفاف نهري الكنج وبراهما بوترا ،والحضارة الصينية قبل 1700 ق.م على ضفاف نهري اليانكستي والأصفر.
أذا من المؤكد يكمن سرالوجود للكائنات الحية على هذا الكوكب في هذا العنصرالضروري والمطلوب دوما وبشكل ملح ، لذا أن العديد من الحوادث الحدودية المرتبطة بالمياه تحولت الى حروب مفتوحة وأن المياه على كوكبنا غير موزعه بشكل منتظم وعادل حينما تتقاسم 23 دولة ثلثى الموارد المائية فيما يتوزع الثلث الباقي بشكل غير متوازن ما تبقى من الدول.
وبصراحة مؤلمة وبمرارة أن الدول المتشاطئه – الدول التي تقع على الأنهار وتتقاسم مياهها -  لاتعترف ولا تلتزم  بالقوانين أو الضوابط  التي  وضعتها المنظمات الدولية  وهي غير ملزمة بل هي اخلاقية وأنسانية ، بل تنطلق – مع الأسف - من خلال قوة دولتها ، ومن سوء طالع العراق أنه متشاطىء مع تركيا وايران وسوريا وخاصة منابع جميع انهار العراق خارج حدوده – عدا نهر العظيم - أي في تلك الدول المذكوره الجاره العربية والمسلمه ، والعراق ضعيف أمام هذه الدول وذلك لحروب النظام السابق وأنهاك اقتصاده والأحتلال الأمريكي الذي حل وفكك جميع مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية وأفول نجمه السياسي بحكومات المحاصصة الطائفية والأثنية والفوضى السياسية وغياب أهل الخبرة والأختصاص في صناعة القرار السبياسي وفقدان *المشروع الوطني* ، فتركيا وايران وسوريا رفعت سلاح *التعطيش السياسي* ضد العراق وأستعمال ورقة منابع دجله والفرات للضغط السياسي على العراق وحصره في زاوية ضيقة لأرضاخها للأمر الواقع، والذي زاد الطين بلة على العراق وعقد مشكلته المائية مع هذه الدول هو موقف الكويت العدائي ضد العراق فهى واقفه بالمرصاد لأيذاء العراق فالكويت أعلنت عبر صحيفة القبس الكويتية: أن الصندوق الكويتي للتنمية الأقتصادية العربية سيسهم في دعم تنفيذ مشروع يؤدي لسحب مياه نهر دجله من أقصى الحدود السورية مع تركيا والعراق لمسافات طويله بهدف زيادة الرقعه الزراعية بمحافظة الحسكه شرق سوريا ، مما أدى الى أنخفاض نسبة المياه العذبة في وسط وجنوب العراق  وزيادة ملوحة شط العرب بزحف مياه الخليج المالحة نحو مدينة البصرة وتهديد مساحات واسعة من بساتين النخيل والحمضيات (ومن المؤكد لم يكن كرم وسخاء الجارة الحاقدة كرمال عيون الأسد بل لأيذاء العراق فقط) . أما اسرائيل-فهى عدو فلا عتب عليها – ولكنها حليفة لتركيا المسلمه  هدفها ألحاق الأذى بكل من سوريا والعراق أنها تروج لشعارها{ موارد المياه التركية ملك لتركيا كما أن النفط ملك دول النفط} تهدف اسرائيل من وراء هذا الضغط  على العرب والتأييدالكامل لتركيا هو تحقيق المشروغ الصهيوني الأستراتيجي (( ربط مياه دجله والفرات بمياه الجولان المحتل وعلى حساب أمن سوريا والعراق.))
ومن خلال هذه المعطيات التأريخية ومواقف دول الجار في أيذاء العراق وأستعمال سلاح التعطيش السياسي الظالم وسياسة لي الأذرع وتهديد الحياة في العراق، وأذكر ما بنت هذه الدول من سدود وخزانات وبحيرات-ونحن لسنا بالضد مما تعمله هذه الحكومات لخدمة شعوبها و تأمين مستقبل أجيالها، لأن حكومات العراق في العهد الملكي بنت سدود وخزانات ومشاريع أروائية عديده مثل سد دوكان ودربند خان ومشروع الحبانية والهندية وسدة الكوت  ، وليسمع العالم بميزانية تقدر بأكثر الأحتمالات ب (خمسة ملايين دولار فقط لاغير) حينما ميزانية حكومات بعد 2003 تعدت 130 مليار دولار ولمدة عشرة سنوات لم تحرك ساكن لأنقاذ الشعب من العطش وتأمين بلدنا من حرب المياه القادمه  سوف نضطر الى مقايضة برميل نفط أسود ببرميل ماء أزرق طبعا في السوق السوداء. (موبعيده أن تنقلب المعادله قطرة دم مقابل قطرة ماء)أقامت تركيا أكثر من 21 سدعلى منابع دجلة والفرات وخزانات عملاقة منها سد (اليسو)في 5 آب 2006 والذي  خفضت مياه نهر دجله بنسبة 60% حيث ستنخفض نسبة المياه من 20 مليارمتر مكعب الى 9 مليار متر مكعب ، وعندما سيحين موعد أملاء خزان البحيرة العملاقة سيتضررملايين البشرويلحق الضرربخمس محافظات و13 قضاء و21 ناحية ، لملاحظة حجم الحقد التأريخي على العراق-أذكر ماتناقلته الدراسات العالمية(أجمالي الموارد المائيةالمتاحة لتركيا تقدر ب 195 مليار متر مكعب سنويا بينما تحتاج منه الى 16 مليار متر مكعب وبالمستقبل تحتاج الى 20 مليار، وسد (أورفه )الذي يستطيع حبس مياه دجلة والفرات مدة 600 يوم ، وسد (كاب) العملاق الذي يتكون من 13 مشروع للري وتوليد الطاقة الكهرومائيه، ويهدف المشروع الى أقامة 22 سدا على دجله والفرات، وهذه المشاريع التركية أدت الى أنخفاض مستوى مياه شط العرب وزيادة الملوحة فيه ، وأحتمال حدوث هزات أرضية وأنزلاقات طينية بسبب حفر الوديان والبحيرات العملاقة والسدود، ناهيك من تاثيرات صحية –كثرة أستعمال الفلاح التركي للمواد الكيمياويه. في الزراعة ،أما دورسوريا (العربية) منذ زمن الوالد تحاول بشتى الطرق الغير مشروعة الخبيثة ألحاق الضرر بالعراق ، كانت البداية 1968 بناء سد على الفرات الذي سمى بسد الثورة ويخزن .611مليار متر مكعب من المياه ، وأقامت أتفاقية ثنائية مع تركيا عام 1987 تنظيم الحصص المائية بينهما بتجاوز حصة العراق وموقفه ، ونفذت الحكومة السورية مشروع الحسكة ( بمساعدة الدعم المالى الكويتي)، فحارب بشار العراق منذ 2003 باصدقائه القدماء القاعدة بحجة أفشال المشروع الأمريكي في العراق( اللهم لاشماته--- أنقلب السحر على الساحر اليوم) ، وأكثر المواقف حقدا حين يتعمد - الجانب السوري - اللصوصية بحجز حصة العراق الواردة من تركيا وتدفع مكانها مياه البزل الذي يزيد من ملوحة أنهار العراق وتدمير أراضيه الزراعية.
أما دور الجمهورية الأسلامية الأيرانية : فهى في نزاع تأريخي مستمرمع العراق على شط العرب منذ زمن الشاه الذي بنى سد على نهر الوند سنة 1960 وقطع مياه النهر - لحقده على ثورة تموز ومفجرها الزعيم عبد الكريم قاسم- ، أما في زمن الحكومه الأسلامية لعبت بورقة المياه بشكل شيطاني ولئيم وبتوقيت أنتهازي بأمتياز حين حولت جميع الأنهار والروافد ألتى تصب في دجله الى الأراضي الأيرانية مثل نهر الوند والكرخة والكارون ( وأنها حولت 90 نهر ورافد دائمى الى داخل اراضيها ، وفي 11-8-2010 قطعت مجرى نهر( قورتو)عن خانقين مما ألحق أضرارا بالغة بالمدينة  وبالأراضي الزراعية ومياه الشرب  . وزيادة ملوحة شط العرب وزيادة في التنكيل بعد قطع المياه تفتح قنوات البزل على الأراضي العراقية وخصوصا شط العرب  (المسكين)الذي كثرت سكاكينه- من تركيا و سوريا  و ايران وبعض دول الخليج واسرائيل- حيث  أجمعوا  وتآمروا  على قطع الأعناق والأرزاق بقطع امياه أنهارهم وأرسلهم بدلها مياه البزل المالحة، مما لحقت الكارثة البيئية بشط العرب حيث زيادة نسبة ملوحته وشحة مياهه فهجرتها الطيور  ونفوق اسماكه وهجرة سكانه  وذبول ( عثوك البرحي  والتبرزل) فتسرب اليأس والأحباط اليه  وضع أمامه خيارين أما أن يطلب اللجوء الى المنا في أو ينتحر، فيا ساده ويا كرام أتعلمون ما ألذي اختار شطنا العزيز{أختار الأنتحار } لأنه أستشارني ما الذى تختار لي أيها المغترب؟؟؟ حينها همست في اذنه:أسمع يا فتى أياك والغربه أنها موت في كل يوم-------

عبد الجبار نوري//// السويد
في الأحد  5-10-2013

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 08-10-2013     عدد القراء :  1716       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced