الجعفري و "عقدة أوديب"
بقلم : هاشم العقابي
العودة الى صفحة المقالات

مثل الذي يبحث عن ذرة جمال في مكامن القبح، كنت وما زلت ابحث عن الضحكة في تصريحات وخطب الحكام والمسؤولين. كانت أحاديث القذافي وخطبه، خاصة في مؤتمرات القمة العربية، احد اهم مصادري. قبلها، وخاصة بعد طرده من الكويت، كنت أتابع أحاديث صدام التي تحولت إلى هذيان، خصوصا أيام الحصار، لأقتنص منها ما يضحكني. بعدها وجدت في أحاديث الرئيس المصري المعزول محمد مرسي فرصا استثنائية للمتعة. لم ابحث عن أحاديثه إذ كثر الله خير باسم يوسف الذي كان يأتينا بها كل جمعة. وللأمانة أيضا كنت أتابع جلسات البرلمان العراقي بزمن رئاسة محمود المشهداني، لا لسبب غير أن الرجل يرغم المحزون على الضحك أحيانا.
بعد أن ذهب كل الذين ذكرتهم صرت اشعر بوحشة بفعل غياب ما يضحكني منهم وعليهم. ولأن ربك ما يگطع، كما يقولون، عوضني الله بالدكتور إبراهيم الجعفري الذي أتمنى أن يطيل الله في عمره كي لا يحرمنا من آخر عنقود المضحكات في هذه الأيام المليئة بالمبكيات.
لأول مرة اقرأ تصريحا له يمكن إدراجه بسهولة في خانة ما يسمى بـ "الأدب المكشوف". وبالمناسبة أن إخوتنا الإسلاميين وخاصة الشيعة، كما نوهت في عمود سابق، لا تخلو دار احدهم من كتاب "زهر الربيع" لآية الله العلامة نعمة الله الجزائري الذي يعد من "ابلغ" الكتب و"أندرها" في مجال هذا النوع من الأدب.
في أول يوم من أيام العيد كشف الجعفري عن أن سر عداء الدول الخارجية للعراق يعود لعوامل "جنسية" ولـ "عقدة الذكورية". قال بالنص: "سبب آخر لعداء العراق هو العقدة الذكورية، لان العراق يدفع بالمرأة للأمام في كل المجالات ليصل تمثيلها في البرلمان العراقي لـ 82 امرأة مقارنة ببعض الدول التي لا تسمح للمرأة بقيادة السيارة"! واضح انه يقصد الدول الخليجية وخص منها السعودية بالتحديد. وهنا فإن للعقدة سببين:
الأول، يعود إلى "عقدة أوديب". وان كان هذا هو قصده فتلك مصيبة أخلاقية كبيرة وفضيحة جنسية ما وراءها فضيحة. أوديب ولأنه يعشق أمه، بحسب فرويد، قتل أباه ليتخلص منه كغريم منافس.
الثاني، هو انهم يحسدوننا على النعيم الذي به نساؤنا فهاجت عندهم عقد الذكورية.
سبب أتعس من سبب.
لا اعلق بغير أن أسأل: لو عملنا استفتاء شعبيا عراقيا، فكم هو عدد البرلمانيات التي يعرف أسماءهن العراقيون؟ فان كنا نحن أهل مكة لا نعرفهن، فكيف عرفهن الذكور من جيراننا وهاجت عقدهم؟
ثم علام يحسدون نساءنا؟ هل سمعت بشحاذة سعودية أو كويتية أو إماراتية يا حاج إبراهيم؟ أتدري كم عدد الشحاذات الإناث بالعراق؟ وكم عدد الأرامل والثكالى من اليوم الذي شفنا به وجوهكم "الفلحة" على كرسي السلطة؟
خوفي أن لا تكون قد قصدت أن عقدة "الكترا" هي التي أثارتهم ضدنا، وهذه ليس لها غير أن يرد عليك أهل العمارة من جديد:
لطك روحي بحدِيدة واطلع الدم.

  كتب بتأريخ :  الأحد 20-10-2013     عدد القراء :  1486       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced