إنقلاب عسكري.. ساعة صفر
بقلم : عبد المنعم الاعسم
العودة الى صفحة المقالات

من المصنع الخلفي لقطع غيار الازمة السياسية الفئوية، الطائفية، الشخصية، نستلم آخر المنتوجات بعنوان “وجود خطر انقلاب عسكري” لغرض تخويف الشارع وإجباره على الاستسلام لمشيئة اصحاب الازمة، واللوذ بهم، والالتفاف حولهم، ثم التصويت لهم في نهاية الامر، وهو الهدف الخفي لهذه البضاعة المغشوشة، وثمة من ذهب الى ابعد من ذلك بتعيين ساعة الصفر، وبؤرة الانطلاق، ومسار المؤامرة، وكل ذلك لا يعدو عن كونه مسرحية سيئة الاخراج بكل المعايير.
فقد مضى عهد الانقلابات، عندما كانت سلطة القرار ومشيئة البلاد وارواح العباد بيد شخص واحد او جماعة حزبية واحدة، يطاح به، أو بها، فيطاح بالسلطة والنظام والقوانين والسياسات ورجال الحكم، وبالشخص الحاكم وجماعته قبل الجميع، وكنا نطالع روايات وشائعات عن محاولات الانقلاب على الحكم كلما كان صاحب الحكم يستشعر خطر الغليان ضده، حتى زادت تلك المحاولات على العشرين إذا ما صدقنا ما اورده برزان التكريتي في كتاب له عن محاولات انقلاب فاشلة ارسلت اصحابها الى ساحات الاعدام، ولم تكن في حقيقة الامر غير دورات لحمى التنكيل العمياء كان صدام حسين يمر بها بين وقت وآخر.
اما ساعة الصفر لانقلاب جديد، فقد تحولت الى اضحوكة، وتداعيات في الخيال، تذكرنا بعنوان الفيلم الامريكي الوثائقي الشهير عن عملية اعتقال صدام حسين، حين داهمته قوة مارينز استرشدت الى حفرته بمساعدة مخبر من حراسه في تلك المزرعة السرية على اطراف بلدة الدور، وهي بحث فلكي مجرد في حركة الزمن نحو نقطة افتراق افتراضية بين زلزالين، وهي تـَرِد، عادة، في الخطط العسكرية فاصلة للهجوم، او في متابعات الانواء العاصفة، او في خلال الحاجة الى تصفير الوقت او تسويفه او الاحتيال عليه، او في خلال التحضير لعملية سطو معقدة، وهي، في الاخير، تلفيق لفكرة البطل الذي يقاتل حتى النفس الاخير بوصفه منقذا ارسلته الاقدار لينتشل القارب من الغرق.
لكن ثمة ساعة صفر اخرى مؤجلة بانتظار ان تتحشد عناصر التغيير السلمي في البلاد لتلقي ببضائع الازمة وصراعاتها الى المزبلة، وهي ليست معجزة من المعجزات، وليست خيارا مستحيلا.. انها توقيت عقلي استباقي لخطوات رشيدة تأخذ القارب الى شاطئ النجاة من غير حساب فئوي للربح والخسارة، طالما ان الرابح هو العراق كي يبقى على الخارطة، وهي بالمعنى الفلكي، تقريب حكيم لعقارب الزمن من انضباط محسوب بمقتضى المصلحة العامة، فاما ان يمسك بها اصحاب هذا الزمن، واما ان تهرب الى المجهول، بكلفته الباهضة.

“لا عاش بخير من لم ير برأيه ما لم ير بعينه”.
عبدالله بن الزبير

  كتب بتأريخ :  الخميس 24-10-2013     عدد القراء :  1559       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced