ليس لدى المالكي من يصدقه؟
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

إنها الحرب، لامجال اليوم سوى الدفع بالعنف والتطرف الى مداه الاقصى، من اجل بث الرعب والخوف في نفوس الاخرين..
بعد ساعات قليلة من نهاية زيارته الى امريكا، بدأ المالكي عملية واسعة هدفها "حصار الجميع"، بدءاً بالتيار الصدري، ووصولاً إلى الكيانات السياسية الاخرى، والتي مطلوب منها ان تطأطئ الرأس وترضى بالمقسوم، بالامس بدا المالكي مستجيباً لنداءات معركة المصير "سنسحقهم" متخيلاً انه يواجه، مؤامرة سُنّية شيعية كردية علمانية، تهدف الى إعادة نظام البعث الى الحكم.، تشترك فيها امريكا واسرائيل وقطر وتركيا والسعودية والفلوجة ومدينة الصدر والموصل وديالى والبصرة وإعلام مغرض يمهد الأرض لوصول الاعداء، وقوى سياسية تمنح العودة غطاءً سياسياً.
المالكي يصدّق المؤامرة فعلاً، وقد اختار عدوه وفصَّل مؤامراته وخطط حروبه، متحصناً بوهم الشراكة مع الامريكان.. وهذا ما جعله يستحضر الاشباح ليلقنها درساً في كيفية مخاطبة " الجان "
لعل آخر نكات مكتب رئيس مجلس الوزراء، القول ان المالكي يريد ان يشرع لقانون يمنع المساس به.. الرجل يريد اصلاحنا وهدايتنا فهو يتصوّر أن الحقيقة ملك يمينه، وأن الحلول موجودة في جيب سترته الايمن، ولهذا يصر على ان يخرجها الينا بين الحين والاخر مثل شراب "سريع المفعول" ما ان يشربه العراقيون "المنحرفون" حتى يمسكوا بعرى الفضيلة والاخلاق الحميدة.
المالكي ومن معه مجرد جماعات تعتاش على اثارة الازمات وبث روح الكآبة بين الناس واتهام الجميع بانهم عصاة أو متآمرون.. يستحقون القتل.. ليتطهر المجتمع.. وبين قتلنا بخطب وشعارات سمجة، أو محاصرتنا بقوات سوات، يصر المالكي على ان يشيع بين الجميع انه وحده الذي يملك الحقيقة ازاء مجتمع من الخونة والمشعوذين، فهو يتصور ان خطاباتة وخطواته وقرارته مقدسة، وانه يحمل تصريحاً يقسِّم العراقيين إلى " فريقين "، الاول يهتف بحياة القائد الضرورة، والثاني لامكان له في ارض دولة القانون.
من المعيب ان تشكك بخطوات القائد الملهم، ومن المعيب ان تناقش جدوى رحلته الى واشنطن، وعيب ان يجرؤ الشعب " الجاهل "على الحديث عن اخفاق الحكومة، وعليك ايها المواطن ان " لا تتجاوز أبسط اللياقات الأدبية في التخاطب مع الآخرين." هذا ما اوصانا به مكتب رئيس مجلس الوزراء. ولكنه لم يوصنا بان نقول عيب لدعم المليشيات، وعيب لنهب اموال الشعب، وعيب لتزوير ارادة العراقيين.. لم نسمع كلمة عيب توجه لهذا المهرجان الطائفي الذي يقيمه ائتلاف دولة القانون.
بيان مكتب المالكي الاخير هو بمثابة لغة تهديد مبطنة، فالقائد العام للقوات المسلحة سيقطع "الأيدي" التي تشير له "، محملاً كل الفشل على شركائه بالعملية السياسية، مهددا بفتح ملفات الجميع و باتخاذ اجراءات حاسمة " لم يعلن عنها البيان ".
البيان الاخير للمالكي يكشف عن ارهاق نفسي يخيل لصاحبه انه يحارب اقواما جاهلة، هذه الحرب تعميه عن التعامل مع الواقع ومتطلباته، سواء فيما يتعلق باتساع مساحة الغضب على الفشل الحكومي، او بمحاولة التغطية على جرائم حقيقية تحدث على ارض الواقع، اشك ان المالكي يدرك انه ليس من حق احد ان يتهم شخصاً بما لم تصدر فيه احكام، كما ان المسؤول الذي يتهم سياسيين من دون ادلة، انما يحول خلافاته السياسية الى عمليات انتقامية، في الوقت المطلوب منه ان يكون رفيعاً في مقامه، ومتجرداً في سلوكه وملتزماً بحدود وظيفته.
بيان المالكي الاخير ذكرني بقانون العيب الشهير الذي اصدرة الرئيس المصري السابق انور السادات، والذي اراد من خلاله حسب قولة اعادة قيم العائلة الى الشعب المصري ومنها احترام "ربّ الأسره" هذا القانون الذي واجه سخرية شديدة من المصريين حتى ان واحدا من اشهر خطباء المساجد انذاك وهو الشيخ محمد جلال كشك القى في احدى الجمع خطبة سخر فيها من قانون السادات واصفاً اياه بانه قانون " السَّيف " الذي يريد به " رئيس العيب " ان يقطع رؤوس مخالفيه في الراي..
للاسف.. مرة اخرى يثبت المالكي، ان لا استعداد لديه للتوافق باتجاه المستقبل، وان شهوة السلطة والحكم تحركه باتجاه تدمير كل شيء.

  كتب بتأريخ :  الخميس 07-11-2013     عدد القراء :  1523       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced