|
|
|
|
درس للطغاة الجدد
|
|
|
غطرسة الطغاة مردها انهم منسلخون عن الواقع الفعلي , وانهم في بروجهم العاجية . يعشون في واد والشعب في واد اخر , ويرقد في عقولهم العنجهية والكبرياء والبطولات المزيفة , بانهم اولياء واوصياء على شعوبهم , وانهم فوق البشر والقانون , ولايعترفون بمتغيرات الزمن والظروف . كأنهم امتلكوا الزمان والمكان والبشر , ولم يدر في بالهم , عوادي الايام السوداء والدهر المتقلب , طالما كان السوط والارهاب والمال والمنصب والشهرة , قادرة ان تجلب لهم الخلود الابدي لهم ولابناءهم واحفادهم . . هكذا وقف ( صدام ) في المحكمة وهو يتقمص دور البطل المزيف والمهزوم , ببيع العنتريات الفارغة والهزيلة , بصراخه المعربد والعالي امام وسائل الاعلام ومنها القنوات الفضائية , في عنجهية المعتوه والمجنون ( انا رئيسك ولا يحق لك محاكمتي ) وهو يساوره الاعتقاد بان صراخه وعربدته المجنونة , سيشعل الحماس بالملايين بالزحف على قاعة المحكمة وبالطوفانات البشرية , التي سترفعه على الاكتاف , حتى وتضعه في القصر الجمهوري ليجلس على كرسي الخلود الابدي . وحين تنطفيء انوار الاعلام وترفع كاميرات القنوات الفضائية من مكانها , حتى ينتهي دور البطل المزيف , ويعود الى حجمه الطبيعي , ويعود الى زنزانة سجنه والخوف والرعب يسيطر على كيانه , والقلق والهلع من المصير المحتوم يضعه كالسعفة وسط الرياح العاتية , ويعود الى شخصية السجين الخانع والمذل بالجبن الذي ينهش في كل كيانه , هكذا استنسخ دور البطولة الزائفة والسقيمة , مرسي المخلوع في مصر , حين وقف في المحكمة وامام وسائل الاعلام , يصرخ ويعربد ويبع بطولات وعنتريات سخيفة منسوخة من قرينه ( صدام ) ويصرخ بوجه رئيس المحكمة ( انا رئيسك ولا يحق لك محاكمتي ) ويرفض ارتدى ملابس السجناء البيضاء . كأنه ينتظر زحف الطوفانات البشرية بالملايين ,تقتحم قاعة المحكمة وهي تلوح باشارات النصر المظفر , وترفعه على الاكتاف لتضعه في القصر الجمهوري , ليجلس على كرسي الخلود الابدي , ان هذه الخيالات والاوهام , هي علة جنون مرض جنون العظمة , في صناعة الدكتاتور الطاغي , بانهم لايعترفون بالمعطيات الجديدة , ولا بالحقائق والوقائع الدامغة , لانها تصيب نحرهم في الصميم , ماهم إلا اقزام صغيرة امام ارادة الشعوب . لقد فشلوا الاخوان بانهم سيحشدون الملايين لتطوف في الميادين , وتسد الطرق التي تؤدي الى قاعة المحكمة , لكن هذه الاوهام تمزقت وتدمرت , بانهم لم يستطيعوا , سوى حشد بضع المئات من انصارهم , سرعان ماتبخروا في الهواء , حين انتهت جلسة المحاكمة , عند ذاك تذكروا الحشود البشرية التي تجاوزت 30 مليون متظاهر , حتى مرسي تجرع الحقيقة وقال .( نعم خرجت الملايين تطالبني بالاستقالة ) لكنه خاف ان يذكر الرقم , الذي يخيفه ويرعبه , ان الطغاة دائما ضد الواقع الفعلي والحقيقة الدامغة , وان الشعب سينتصر عليهم مهما بلغت قوتهم وجبروتهم , ومهما اسرفوا باموال الشعب والدولة , في شراء الذمم والنفوس الضعيفة , والكلمة الاخيرة في الميزان هي ارادة الشعب . كما قال الامام علي ( ع ) ( اذا رأيت الظالم مستمر في ظلمه , فاعرف ان نهايته محتومة , واذا رأيت المظلوم مستمر , في مقاومته , فاعرف ان انتصاره محتوم ) , وان عقارب الساعة لايعود الى الوراء , وان كرسي العرش , لايمنحهم الخلود الابدي , مهما امعنوا بزواجهم للكرسي ضد ارادة الشعوب , وان عمرهم الطاغي قصير , والتاريخ لايرحم من يقفز على ارادة الشعب , ويستخف بتطلعات واحلام المحرومين والمظلومين , ان سيف العدل والحق اقوى السيوف , والويل كل الويل من ينكر حقوق الشعب بالحرية والحياة الكريمة
|
كتب بتأريخ : السبت 09-11-2013
عدد القراء : 1557
عدد التعليقات : 0 |
|
|
|
|
|
|
|
|
|