المبعوث الاممي والتوجه الاقليمي
بقلم : عبد الهادي مهدي
العودة الى صفحة المقالات

الزيارة الاخيرة التي قام بها نيكولاي ملادينوف رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق الى النجف الاشرف ولقاءه المراجع هناك وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد زيارة اية الله العظمى سماحة السيد السيستاني اشار فيه الى الكثير من الامور التي تقلق العراقيين وتحديدا الملف الامني وسبل معالجته وقال “أننا اتفقنا مع المرجعية أن يكون هناك توجه إقليمي لحل المشاكل الامنية التي يواجها العراق”، مشيرا إلى أن “الوضع الأمني في البلاد لا يتم عبر إجراءات الأجهزة الأمنية بل يتحاج إلى توجه شمولي يسمح للجميع بأن يشاركوا في معالجة القضايا الأساسية التي تواجها البلاد واحترام حقوق الإنسان والاقليات”.اشارة واضحة في النص الى ان الاجراءات التي تتخذها الاجهزة الامنية غير كافية للاستقرار الامني بل بحاجة الى توجه اقليمي ،ومن ثم ضرورة المشاركة الواسعة في معالجة القضايا التي تواجهها البلاد ،المتابعين للملف الامني العراقي استقطبهم الكلام الصريح للمبعوث الاممي ،ولكن كيف يتم هذا التوجه الاقليمي وماهي الاسس التي يجب توافرها لانجاحه ؟التصريحات الرسمية توجه الاتهام الصريح لاكثر من دولة اقليمية وضلوعها في التوترات الامنية التي تحدث في البلاد ،وفي البداية لابد من حل المشاكل السياسية التي تعترض علاقة العراق مع هذه الدول ،والتي مازالت لها موقف من العملية السياسية ،ولم تتغير رغم الزيارات الدبلوماسية المتبادلة التي حدثت ،ومن ثم يتازم الوضع ثانية وتتدهور العلاقات ،وفي المقابل علاقة العراق مع الدول الاقليمية الاخرى التي تتفاوت في مستوياتها الاخرين ينظرون اليها بريبة وشك .هذا التوجه الاقليمي لايمكن ان يتحقق في ظل الظروف الحالية رغم اهميته ،وبحاجة الى تاثير ودعم عواصم القرار العالمية التي ترتبط بعلاقات متوازنة مع العراق ومحيطه الاقليمي كالولايات المتحدة الامريكية ،وهناك نقطة مهمة حسب المتابعين ان هذا الراي الاممي جاء بعد الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء الى الولايات المتحدة الامريكية مؤخرا وبعد زيارة المراجع الدينية في النجف الاشرف والتي لها دور كبير في الاوضاع العراقية .التوجه الاقليمي ان حدث يجب ان يراعي مصلحة الشعب العراقي اولا ومن ثم احترام السيادة وعدم المساس بها او التدخل في الشؤون الداخلية ،وان لايكون من اجل مكون على حساب مكون اخر، ولابد من ترميم البيت العراقي اولا وانهاء حالة الاحتقان التي تسود الشارع العراقي ومشاركة الجميع في اتخاذ القرار لمعالجة القضايا التي تواجهها البلاد ،وحاليا توجد اشارات ايجابية في العلاقة بين العراق وتركيا من جهة وزيارة اوغلو المؤشر الايجابي فيها، والعراق والسعودية من جهة اخرى ولابد من تفعيلها لان استقرار الاوضاع الامنية في العراق ينعكس ايجابا على الاخرين ،وترك العراق وحيدا في مواجهة الارهاب فانه سينعكس سلبا على الاخرين قد تصلهم شرارة الارهاب بشكل او اخر ،تشخيص دقيق ورسالة واضحة بعثها المبعوث الاممي في العراق لابد من استيعابها والعمل الجاد وعقلية راجحة لترجمتها على الارض الواقع وتحقيق الاهداف المتوخاة منها .العلاقات مع الاخرين يجب ان لاتكون علاقات حكومات فقط بل يجب مراعاة الشعوب فيها .

  كتب بتأريخ :  الأحد 10-11-2013     عدد القراء :  1536       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced