حسين كامل بنسخةٍ جديدة
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

حسين كامل؟ نعم حسين كامل، كان صاحب أعلى صوت في العراق، هو المهندس والقائد العسكري، وخبير الأسلحة النووية، كان شاغلاً الجميع، لعب طويلا دور الرجل الثاني الذي صنع مجده من خلال قربه من "القائد الضرورة" ليصنع من قربه هذا ومكانته سلماً للوصول إلى مكانة لا تؤهله قدراته العادية للوصول إليها. لكنه يمتلك كفاءة التسلل إلى مناطق الضوء!
لم يكن أحد من الذين أفنوا عمرهم في السياسة سيتخيل وسط أكثر الكوابيس قتامة أن يكون حسين كامل هو واجهة النظام والدولة التي تحكم العراق، فهو ابن مخلص لنظرية أهل الثقة… الحديث عن هذا النموذج اليوم بات مطلوبا، لأننا نعيش نموذج لحياة سياسية فاسدة، جعلت من هذا أشباه حسين كامل لاعبين أساسيين فيها.
عندما انطلقت صفارة الانتخابات عام 2005، كان الخطاب الموحد لمعظم القوى السياسية أن لا خيار سوى تشكيل حكومة تكنوقراط، فالمرحلة المقبلة مرحلة خدمات لا مرحلة مزايدات سياسية، واتفق أكثر القادة السياسيين على تبني شعارات تتغنى بالخبرات وأهميتها في بناء الوطن.
ولكن ما أن انتهى السباق الانتخابي حتى فتح الكثير منا عيونه على حقيقة الوهم الذي عشناه تحت ستار الديمقراطية الزائفة.. ليصدق الذين لم يكونوا يصدقون أن النظام السياسي في العراق يتراجع خطوات كبيرة إلى الوراء وأضحى اليوم بأمسّ الحاجة إلى هزة من الأعماق تعيد بناءه من جديد، وأن البعض من الذين قفزوا في قطار السلطة غير قادرين على ملاحقة تطورات العصر، والخروج من نفق التعصب الطائفي والفكري إلى آفاق الحرية والديمقراطية الحقة.
من دواعي الأسف الشديد أن أساليب الممارسة السياسية في العراق أفسدت قطاعات واسعة عن طريق نشر الرشوة، وشراء الذمم، وتغليب قيم التبعية، والانصياع لمنطق السلطة والمال، ولكنها بالمقابل نجحت في كشف زيف بعض القوى السياسية التي تباهت بالدولة المدنية ورفعت لواء العلمانية، ودافعت عن الدستور لكنها أمام تقاسم السلطة آثرت أن تنضم إلى عالم المحسوبية السياسية، مما أفقد الكثير من السياسيين بريقهم لأن الناس اكتشفوا زيف الشعارات الكاذبة والوعود الخادعة، فليس لديهم شيء يقدمونه لحل المشكلات، ولا لمواجهة الأزمات غير المتاجرة بالشعارات.
إحدى الذرائع التي دَفعت المعارضة العراقية لمهاجمة صدام والطلب من أمريكا التدخل لإنقاذ البلاد كانت حكومة الحزب الواحد وأهل الثقة،. لا حزب واحد اليوم بل أحزاب من الأقارب تنشر قيم المحسوبية والانتهازية،. هل هناك ما هو أقسى؟ نعم إن الفحش السياسي حين يعود حسين كامل باسم جديد "أبو رحاب" سكرتيراً شخصياً لرئيس مجلس الوزراء.. واذا كنتم لا تصدقون شاهدوا اللافتات التي انتشرت في بعض الساحات، والتي خط فيها وبحروف كبيرة العبارة التالية: " بشرى سارة بجهود ومتابعة من قبل الحاج حسين احمد هادي المالكي " ابو رحاب " السكرتير الشخصي لدولة رئيس الوزراء تم نقل كمارك السيارات من ابو غريب الى كربلاء المقدسة "
والآن بعد ان قرأتم هذه العبارة، هل تصدقون أن ساستنا بوضعهم الحالي يفتحون أبوابهم للكفاءات والخبرات وأنهم مشغولون أصلا ببناء دولة المؤسسات؟ للأسف نحن أمام مسؤولين أشاوس في الدفاع عن عدم الكفاءة.. ونراهم يقولون إن رئيس مجلس الوزراء غير مسؤول عما يحدث من غياب للخدمات وهدر للثروات.. إنها حكومة خطب ومواعظ وإرشادات، يريدون لها أن تكون علاجا لمشاكل العراقيين.. حكاية السكرتير الشخصي والشخصية المهمة جدا الحاج " أبو رحاب " تثبت لنا بالدليل القاطع كيف سرق منا حتى الحلم بمجتمع مستقر مزدهر.
هل هذا ما كنا نتوقعه عندما كنا نحلم بدولة المساواة والديمقراطية؟ هل هؤلاء هم الرجال الذين كنّا نتأمّل وصولهم؟ هل كنت أيها المواطن المسكين تصدّق أنك سوف تفيق ذات يوم لترى شعبك مطارداً من القتلة ويأكله السرّاق، وأن هناك ما هو أسوأ؟ الوجوه الكالحة التي لا تاريخ لها، تحتلّ واجهات الساحات والشوارع!

  كتب بتأريخ :  الإثنين 11-11-2013     عدد القراء :  1529       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced