الذي لم يترجل عن راحلته
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

إلى الشهيد وضاح حسن (سعدون)
                    كان ذلك قبل تسع من السنوات، حين أجلت موعد لقاءنا إلى حين عودتك من كردستان، الساعة كانت الثالثة ظهرا والرفاق الذين معك يمتثلون لجرأتك وشجاعتك، الأوضاع غاية في السوء، ربما أقل وطأة مما نحن فيه الآن، أنت تقدر ذلك جيدا من دون شك، ولكن شجاعتك ترفض التراجع والنكوص، شجاعتك لا تستسيغ التراجع ولا تعرف حدود الخوف، مثلما كنت مقاتلا في كردستان، معيار الشجاعة عندك الإقدام، وتجسيدها يتجلى في كيفية الحفاظ على أرواح رفاقك، حين كنت تتقدمهم في اي عمل عسكري، يستجيب الفرح لابتسامة عينييك، وتمضي بهودج الفرح إلى مديات واسعة حتى تبدو وكأنك تحفر للحزن قبرا ابديا، الصمت  واعني صمتك يتخذ أكثر أشكاله صخبا، حين يتعلق الأمر بحياة الحزب، تطفح عينك بهاجس الترقب والتوثب دائما، تبحث عن شكل القادم في قرطاس الأيام كي تستخرج منه عفوية النجاح وقصدية الفشل، رغم عدم رميك الحبال على الغارب، إلا أنك تهوى المجهول بكل عتمته مادام يحمل بين جناحيه ما تبحث عنه في المعلوم الواضح، وذلك من أجل اشباع  رغبة أكتشاف المختبئ بين طيات الزمن العنيد على الوصف أحيانا. قلتَ نلتقي بعد ثلاثة أو اربعة أيام ولكن طريق عودتك توقف عند محطة ذهابك، حيث توقف الزمن وتوقفت الرؤيا وتوقف كذلك نبض قلبك، كل هذا ولم تترجل من راحلتك، راحلة إصرارك على المضي حتى أخر العمر، راحلة شجاعتك وأنت تتصدى لهم رغم أصابتك البليغة، كان الدم الشيوعي يغلي في عروقك، وكانت الغيرة الشيوعية لا تدع مجالا لأي تراجع، لهذا لم تترجل عن راحلتك، زغرد الرصاص على رؤوسهم حين أخذت بندقية الشهيد حسيب، أصابتك حالت دون المسير الصحيح للسيارة، تذكرت الكثير من الاشياء في تلك اللحظة.
كانت لكفاح المساحة الأجمل ولأم كفاح المساحة الاوفى
انشغلت في تلك اللحظة بالأهم بالنسبة لك
انشغلت بالحزب،
ذلك الكائن الذي تلبس روحك، ترى كيف يصل خبر استشهادك؟ ومنْ يحمل بين عينيه قبلاتك إلى كفاح، مثلما يحمل بين أضلاعه حبك لأم كفاح...الرغبات كثيرة..والاهم أن تستعيد بناء العالم من جديد كي لا يغني الغجر أغانيهم من جديد بصوت يحمل من الضجر بقدر ما يحمل الشكوى وهم يطالبون خالق الكون أن لا يعيد المأساة ثانية للبشر.
( لا أحد يضاهيك قوة يا رب،
فلتكن رحيما مع الغجر الفقراء،
ستبقى حيا،
إذا ما انتهى العالم،
ولكن في المرة القادمة،
عندما تخلق العالم من جديد،
أرجو أن تكون أكثر حكمة.)

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 12-11-2013     عدد القراء :  1657       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced