أسوأ و أردأ رئيس بلدية في العالم ! بقلم : مهدي قاسم العودة الى صفحة المقالات لا يحتاج الزائر إلى منطقة الشعب في بغداد إلى وقت كثير ، ليلاحظ ويلمس الواقع الخدمي المزري والبائس والشحيح جدا لهذه المنطقة الشاسعة الأطراف طولا وعرضا ، و المزحومة ـــ كعلب السردين ـــ بمئات ألوف من بشر جلهم من أطفال صغار يقضي معظمهم وقته في الشوارع الفرعية المحاذية لبيوتهم لعبا وتسلية حتى وقت متأخر من المساء ! .. فالعديد من أحياء هذه المنطقة تفتقر إلى أبسط مقتضيات البنى التحتية الضرورية والمهمة جدا ـــ كأمس حاجة إليها و بشكل لا غنى عنها إطلاقا ــ كشبكات المجاري ـــ على سبيل المثال وليس الحصر ــ بينما ساحاتها وزاياها و أركانها تعج وتزدحم بأنقاض ومخلفات البناء والنفايات المتراكمة ـ كأهم معالم عصرية بارزة وملفتة للنظر لهذه المنطقة !!، وحيث تسرح فيها قطعان خراف وماعز وحمير وقطط جنبا إلى جنب بوئام بسلام وبتفاهم أخوي قوي لحد وئام انسجام !!.. حتى المرء يحسدها على هذا الوئام و متمنيا في قرارة نفسه أن يعيش كثير من العراقيين المتنازعين ــ طائفيا وسياسيا ـــ مع بعضهم بعضا ، مثل هذه البهائم و بنفس المقدار من هذا الانسجام والسلام !.. أما شوارعها الرئيسية والفرعية على حد سواء ، فمبقعة ومرقعة بحفر فاغرة وكمائن خائرة !!، حتى الدبابة ذاتها لا تستطيع مقاومتها بسبب كثرة هذه الحفر والمطبات ، و إذا سارت عليها أكثر من أسبوع ، فأنها ربما ستفكك بعد ذلك على شكل قطع غيار متناثرة و ذلك من شدة التراقص والاهتزاز !!.. بينما بعض من شبكات المجاري ــ إذا وُجدت صدفة ــ فأنها تبدو بدائية و مردومة ومتناثرة هنا ومسدودة هناك لا تني تلفظ و تنفث مقيئة بما في جوفها من مياه آسنة أو ثقيلة وهي تعوم وتطفح فوق سطح تلك "الشوارع " المهدمة والمتشققة اصلا ، صافعة أنف الداخلين أو المقيمين هناك بروائحها الكريهة و العفنة المقرفة والمثيرة للغثيان ، بينما الأطفال الصغار يخوضون فيها حتى الركبة نشدانا للعب والتسلية ولذلك لعدم وجود ساحات لعب وتسلية بقرب من أحيائهم وبيوتهم .. وأغرب ما يمكن أن يراه الزائر في بعض أحياء هذه المنطقة : هو نقل النفايات والزبالات ب" لوريات " مكشوفة وقديمة وصدئة ؟! ، و كلما انطلقت بسرعة أكثر أو اهتزت وتراقصت بقوة أعظم ، بسبب الحفر والمطبات والردم الواسعة والعميقة تأخذ النفايات بالتطاير و التساقط على الأرض بفعل هبة الريح و قوة الاهتزاز ، بحيث لا تبقى في قعر" اللوري " إلا الشيء اليسير من النفايات وإذا بك تقول مع نفسك وأنت تشاهد هذه المهزلة الفريدة من نوعها ــ هذه هي بضاعتنا ردت إلينا مجددا دون أن تبتعد عنا كثيرا !!.. خذ ــ مثلا ــ عملية ترقيع الشوارع بالأسفلت ، فغالبا ما يلفت نظر الزائر أو المقيم هناك عملية " ترقيع" أحد الشوارع لا تتعدى مساحتها عشرات أمتار فقط ، لتستغرق أياما طويلة وبطريقة و وسائل وآلات بدائية عجيبة وغريبة أكل عليها الدهر و شرب ، لتكتشف في النهاية أنهم لم يرقعوا أو يطمروا حفرة أو مطبا بالأسفلت إلا بضع عشرات أمتار فقط ، بينما باقي الحفر والمطبات باقية على حالها على طول وعرض الشارع ، حيث تتجمع فيها مياه آسنة وتتراقص فوقها سيارات عابرة ومرتطمة بطسة وعطسة .. فتعود لتسأل نفسك أو الآخرين : ما هي الحكمة من مثل عمليات " الترقيع والتطمير" الشكلية والمضحكة و على شكل " طكة عطية " .. فيشيرون إلى جيوبهم قائلين : ـــ من أجل هذا !.. كإشارة صريحة إلى مظاهر الفساد والمضاربات والتلاعب بالمال العام .. فعملية تبليط الشارع مرة واحدة تختلف عن عمليات تبلطيها عدة مرة ، وعلى شكل رقع محددة وبعدة أمتار فقط : فعمليات الفساد والحصول على الحصة والعمولة مرارا في الحالة الثانية ستكون مناسبة جيدة !!.. لذا فمنطقة الشعب هي أصلا تُعد من الأساس منطقة منكوبة بسبب هذا الإهمال الكبير لبناها التحتية والفوقية ، و كذلك لهذا الاستغفال المريب للمواطنين المغلوبين على امرهم ، فكيف الأمر إذن ، إذا أجتاحها وأغرقها ــ فوق ذلك ــ فيضان الأمطار الغزيرة وهي تكاد أن تكون ــ في معظم أحيائها ــ عديمة البنى التحتية والخدمات الضرورية أصلا ؟!.. ومن هنا يمكن القول : أنه إذا يوجد في العالم قاطبة رئيس بلدية فاشل و رديء بامتياز ، فهو رئيس بلدية منطقة الشعب ، ولكنه حسبما سمعنا رجل " مؤمن " وتقي جدا !! ، طبعا أسوة بباقي أقرانه من سياسيي وزعماء قادة أحزاب " الإسلام السياسي " الشيعية ، الحاكمة ، فجبينه ــ حسبما سمعنا ــ يشبه " قعر طاوة محروقة " لشي البذنجان" , و ذلك من شدة السواد والخشوع والعبادة !!.. هامش ذات صلة : *الامانة تؤكد: منطقة الشعب ستغرق من جديد!   كتب بتأريخ :  الثلاثاء 19-11-2013     عدد القراء :  1584       عدد التعليقات : 0