عندما يصبح المطر دكتاتورا !؟
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

تستحوذ على نوافذ أفكاري أحيانا أن أتعلم صمت الأشياء ليس لشيء ما، بل لأنني أرغب أن أفهم لغتها، لعلني أتقن الصمت مثلها، أو على أقل تقدير أن اجيد فن صمتها عندما ( تضيق العبارة)، ويبدو أن هذه الرغبة (رغبة تعلم صمت الاشياء) رغم أنها رغبة صغيرة في أطار طموح الإنسان، إلا أنها تشكل بالنسبة لي ضرورة فوق العادة، واعتقد ليس جازما لو أن العم ديكارت فكر كثيرا بصمت الاشياء لكانت عبارته الاثيرة على نحو أخر، اي لقال( أنا اصمت اذا أنا موجود)، والصمت في حقيقته هو اللغة الاكثر عمقا في التعبير لكل الأشياء، لأنها تنقل كل ما يعتمل في الأشياء دون مواربة ومجاملة وتزلف، بل يكون الصدق والوضوح والصراحة عنوانا سرمديا لطبيعتها، مثلما أعتقد لو كانت هناك هيئة تمنح وسام الشفافية، لتم منحه إلى لغة صمت الأشياء، وبالتأكيد ليس (بالصمت وحده يحيا الإنسان) ولكنه أقصر الطرق وأوضحها لفهم ما يجري في عراقنا خاصة، ما دام الكلام أضحى طلسما بالنسبة إلى حكامنا حين يسمعونه أو حين ينطقونه، لم يعد الكلام المنطوق بالنسبة لحكامنا سوى لغة دلافين لا يستطيعون فهمها، وهم لا يعرفون من أن كلامهم بالنسبة لأبناء شعبنا لا يعدو أكثر من همهمة تتحرك بها شفاههم، فمنذ عشر من السنوات عجز الكلام أن يجعلهم يفهمون حقيقة أن هناك في الطبيعة قوانيننا صماء، وهي اكثر دكتاتورية من أعتى الدكتاتوريات، عليهم التعامل معها برعوية وذكاء...والمطر اول تلك القوانين فهو يغتصب المدن والصحاري على حد سواء عندما يصبح دكتاتورا
تستحوذ على نوافذ أفكاري أحيانا أن أتعلم صمت الأشياء، أقول أحيانا لأنني لا أتنصل من إنسانية الكلمة، ولا أستطيع أن أتيقن من أن الاخر خاصة عندما يكون حاكما أن يفهم لغة الصمت، وهذه الميزة نكتشفها يوما بعد يوم، فقد تعب صمت شعبنا من الصراخ بوجه الحكام، وتشجنت عضلات حروفه وهو يستمع إلى صدى صراخه، في الشوارع وعلى أسلاك اعمدة الكهرباء الميته، وفوق اغصان الاشجار العارية إلا من الحزن، وعلى براميل القمامة وهي تستجير من ايادي الباحثين عن الطعام، وأخيرا على جدران البيوت الغارقة بمياه الامطار، يبدو أنهم لا يستطيعون أن يفهموا حقيقة دكتاتورية المطر عندما يعلن جنونه ويستبيح كل شيء
تستحوذ على نوافذ افكاري أحيانا رغبة التغزل بالمطر مثلما يتغزل به صديق الشاعر ابراهيم البهرزي، ولكن أنى لي ذلك وهو يتجاوز بسيوله كل إمكانيات حكامنا في ردع هجومه الكاسح.
(هادئة حبات المطر على ورد شرائطها،
ملساء على أهداب جديلتها،
يدبَ كلانا بليلَ الريح،
في شارع ٍ أقفرهُ الرعدُ،
من الباعة والشراة،
بليلة ٌشراشب َتنورتها الواسعة،
ومثلما أرجوحة،
يتساقط ُالمرح عن حبالها)

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 19-11-2013     عدد القراء :  1431       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced