ننتخب من؟
بقلم : ازهر جرجيس
العودة الى صفحة المقالات

- ها ابو كرار، تنتخب مَن؟

- ما انتخب.

- انا خوك، هاي ليش؟!

- يمعود يا انتخابات يا كلاوات، الله وكيلك كلهم حرامية، وما بيهم شريف.

- اي غير نروح للانتخابات حتى نغيّرهم!

- هاي شبيك انت يا تغيير؟! تحچي من كل عقلك؟! يمعود الشغلة مبيّنة والقرار بيد امريكا، حتى لو ننتخب ما يتغير شي.

- هذا منو گال لك هالحچي؟!

- كلها تگول هيچ، ما شفت الڤيديو مالة الدكتور احمد الچلبي يگول امريكا هي اللي تنصب رئيس الوزراء واحنه ما بيدنا شي؟ هاي انت وين عايش؟!

- زين اوكي اذا القرار بيد امريكا مثلما يگول احمد الچلبي لعد هو شكو مرشح للانتخابات؟! عيفك من هذا الحچي و روح انتخب تره محد يفيدك غير صوتك.

- ما انتخب لو يجي القُبيس، ما راح يتغير شي، نفس الحِبّ ونفس الطاس، خليني مرتاح ببيتي احسن لي.

هذا الحديث ومثله كثير يجري بين العراقيين هذه الأيام، ولا غرابة فنحن مقبلون على انتخابات نيابية من المقرر اجراؤها في نيسان المقبل.

الناس ركبهم اليأس وصاروا يتذمرون من كل شيء، والحق معهم فلا شيء يبعث على الأمل في العراق.

برلمان مشرذم ضعيف، لا يتفق اعضاؤه على غير مصالحهم الحزبية ومكاسبهم الشخصية، وحكومة فاشلة لا تقدر على شيء سوى خلق الأزمات وتعقيد الأمور.

البلد لا خدمات فيه، لا بنى تحتية، لا مشاريع، لا تنمية، لا أمان، لا استقرار، حتى الطبيعة وقفت بالضد منه، فكيف يكون شعبه متفائلاً؟!



ولكن هل الحل في مقاطعة الانتخابات؟! وهل تنتهي أزماتنا لو جلسنا في بيوتنا وبقينا نلعن القسمة السودة التي جاءت بهؤلاء الفاشلين لحكمنا؟! كيف ستكون النتائج لو بقي العراقيون على عنادهم ولم يذهبوا للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقبلة؟!

بالتأكيد ستكون النتائج كارثية، وسنكون قد أكلنا الطعم الذي رماه لنا بعض الفاشلين من الساسة بأن الأمر محسوم سلفاً ولا فائدة من الذهاب الى الانتخابات.

فهذا بالضبط ما يريده هؤلاء الشياطين كي تقتصر النتائج على اصوات جمهورهم، ليصلوا السلطة ويلعقوا مكاسبها، وندخل نحن في نفق مظلم جديد.

بالإضافة الى ان عزوفنا عن الانتخابات وتفريطنا بأصواتنا سيسهّل عمليات التزوير ويعطي الفرصة لسرقة اصواتنا وابدالها بما ينفعهم.

سجل الناخبين لازال مفتوحاً امامنا كي ندقق اسماءنا ونضمن حقنا في الانتخاب. والمرشحون كثر على مستوى الأفراد والتيارات وبكافة المشارب الفكرية والسياسية، هنالك مدنيون وهنالك اكادميون، مستقلون، ليبراليون، اسلاميون... الخ، كل شيء موجود ولا عذر لنا في المقاطعة.

الانتخابات يا سادة هي الحل الوحيد ولا حل سواها لتغيير حال البلد، فلا تنتظروا اميركا مرة اخرى ولا منقذ من السماء، ولا تصدقوا من يقول لكم بأن الحل بالحراك المدني والتظاهر والثورات، فهذا كله هباء، وقد جربناه مراراً وتكراراً ولم نحقق به شيئاً سوى التقاط الصور الشخصية ونشرها على فيسبوك.

الكرة في ملعبنا والحل لا زال بيدنا، فلنجعل من اصواتنا تظاهرة شجب وأداةً للتغيير، ومن لا ينتخب لا يولول اذا بقي البلد على حاله، ولا يلعن القسمة السودة، فهو من فرط بحقه، ولات حين ولولة!

  كتب بتأريخ :  الإثنين 25-11-2013     عدد القراء :  1587       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced