" فطور" سعدون الدليمي وحجاب ميكي ماوس
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

يبدو أن الدكتور سعدون الدليمي يحب حفلات الفطور التي يسميها الغربيون
" Breakfast " وأن غرامه بهذه الحفلات الصباحية طغى على كل شيء، وأصبح خارج السيطرة حتى انتقل من الهوايات الشخصية إلى التحليلات السياسية .
الدليمي في واحدة من كبرى خبطاته السياسية ، كشف لنا عن نجاح زيارة المالكي إلى واشنطن ، فنراه يقول بكل ما أوتي من غرام أن : " الزيارة إلى أمريكا حققت أكثر مما كان يتوقع الوفد العراقي ، فقد أخذنا السيد بايدن إلى بيته لنتناول الفطور " ، وهكذا كما هداه تفكيره ، فقد ضربنا عصفورين بحجر، بايدن خالف البروتوكول وأخذ الوفد العراقي إلى بيته ، والمالكي أصبح أقرب من حبل الوريد إلى قادة البيت الأبيض . الله.. الله.. تصفيق حاد.. ودموع تذرف .. واسمع من ساحات العراق كلها صيحة " مبرووووووك " !
الآن وقد عرف الشعب العراقي المعذب أن قادته نجحوا في الدخول إلى بيت نائب الرئيس الأمريكي ، وتمازحوا مع عائلته وتبادلوا الصور التذكارية وتناولوا الطبق الأمريكي الصباحي المكون من " بيض وسجق وفطر ونصف حبة طماطم " ، لابد أن نتساءل كيف يفكر مسؤولونا الذين يملكون كل هذه الخبرات في مجال العلاقات الدولية ؟
لا حدود في جمهوريات الكذب والخديعة والانتهازية لأي شيء ، فالمضحك أن البعض أراد من الناس أن تصدق أن فطور بايدن ، شيء لم يتكرر في التاريخ ، وهو أهم بكثير من السؤال عن عودة نشاط القاعدة، والفوضى الأمنية التي تجتاح البلاد ، فالوزير الذي يتربع على كراسي الثقافة والدفاع يعرف جيدا ان أحداً من بين 325 برلمانيا لن يستطيع ان يسأله : أين تذهب المليارات التي تصرف على وزارة الدفاع ، وقواتنا الأمنية تفتقر للسلاح المتطور وللخبرات ؟
لا تستطيع جهة رسمية أن تناقش هذه الخرافات، لأن دولة القانون ستهدد بحرب نووية على الجميع، وسواء كان سعدون الدليمي جاداً أم مازحاً، فعلى العالم أن يرتعد عندما يدرك أن الفارق الوحيد بين مواهب مسؤولينا ، ومواهب الكائنات الخرافية هو " فطور بايدن "
اليوم لا تعني لنا كثيرا المسائل الكبرى التي لا يحق لنا إبداء رأي فيها أو طرح سؤال عنها ، ولهذا دعونا نبحث عن القضايا الصغيرة التي لا تثير اهتمام السيد الدليمي ، كمثل الذين يموتون بالعشرات قتلاً كل يوم بسبب فساد قادتنا الكبار ، ومثل الذين شردتهم الأمطار وسوء الخدمات ، الذين يحلمون بسكن يليق بالبشر ، ومثل الذين يأملون ببلاد لا يعتبر فيها الأمن والعدالة والكرامة والتعليم والصحة قضية كبرى، وحلم لا يبلغه إلا من هتف لقادة البلاد في الساحات والشوارع .
والآن هل تعرفون في ظل أنباء " فطور سعدون الدليمي " ما هو النبأ الجيد الوحيد الذي خرج من العراق خلال عشرة أعوام؟ أنه: الشعب العراقي يتصدر قائمة البلدان العربية الأكثر ذكاءً ، فقد كشفت دراسة عالمية نشرتها شبكة "غود نت" عن ترتيب دول العالم وفقاً لمعدلات الذكاء، وذلك باستخدام المقياس العلمي الشهير "آي كيو "، وهو ما يعرف بمتوسط نسبة الذكاء ، فقد كشفت الدراسة ، عن تصدر العراقي قائمة البلدان العربية بمتوسط 87 درجة، ما جعل العراق يحتل المرتبة 21 عالمياً.. وأعتقد ان هذا المقياس لا يشمل ساسة العراق ، فمعظمهم يتباهى بجنسسيته الأوروبية الأمريكية ، وعوائلهم تستقر في لندن وأوتوا وكوبنهاكن وباريس وواشنطن .
لست ضليعا في شؤون الفكر والتفكير ، كما كان المرحوم هيدجر ، لكني قرأت يوما أن ميكافيللي الذي يقتدي به معظم ساستنا دون ان يقرأوا له سطرا واحدا كتب ذات يوم ان "أول طريقة لتقييم ذكاء الحاكم بأن تنظر للرجال الذين حوله " وتعالوا انظروا إلى أذكياء أمتي فماذا ستجدون ؟ خضير الخزاعي عندما كان وزيرا للتربية ، رفض عرضا لشركة أمريكية بتصنيع كومبيوتر لطلبة المدارس الابتدائية ، والسبب أن في جهاز الحاسوب شخصيات كارتونية طلب من الشركة أن تلبسها الحجاب ، وأن تلغي النغمة الموسيقية ، فكيف لبلد مؤمن مثل العراق يتفرج أطفاله على ميكي ماوس غير محجب ؟ هل تريدون المزيد ؟ وزير الكهرباء يقيم مهرجانا للشعر الشعبي يطلق عليه مهرجان " الهمة " للتغني بالتيار الكهربائي ! هاكم المزيد: نائبة تصرّ على أنها الأحق بتولي وزارة الدفاع لأن إخوتها ضباط كبار في الجيش !
لا تنسوا اننا نعيش في جمهورية المالكي التي لم تحتمل وجود سنان الشبيبي ومحمد مكية ، وغيرهما طابور طويل من الأفذاذ، لكنها تضع الخزاعي والدليمي والسنيد وعالية نصيف في صدارة المشهد السياسي !

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 26-11-2013     عدد القراء :  1486       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced