مجلس الأمن قال نصف الحقيقة وتستر على النصف الأخر
بقلم : مهدي قاسم
العودة الى صفحة المقالات

إنه لأمر جميل ومحمود أن يدين مجلس الأمن الدولي العمليات الإرهابية في العراق ، و أن يشدد على ( ضرورة تقديم الجناة والمنظمين والممولين ورعاة هذه الأعمال المنكرة من الإرهاب إلى العدالة ) ولكن هل مثل هذه الإدانة تكفي ، أو تضع حدا للعمليات الإرهابية في العراق ؟ ولماذا الآن هذه الإدانة وليس قبل السنوات الماضية حيث تصاعدت العمليات الإرهابية في العراق و أزهقت أرواح عشرات ألوف من العراقيين المسالمين و العُزل ، وخاصة عندما كان العراق تحت وصايا الأمم المتحدة حيث كان يتحتم على الأمم المتحدة حماية العراقيين من عمليات المجازر و الإبادة الجماعية الجارية على قدم و ساق ، منذ انهيار النظام السابق و حتى الآن !..
بل ولماذا لم يشكل مجلس الأمن الدولي لجنة تحقيقية للنظر في خلفيات هذه المشكلة الخطيرة ــ أي مشكلة الإرهاب في العراق ــ ومعرفة من هم هؤلاء الإرهابيين ومن يقف خلفهم ومن يجندهم وينظمهم و يحرضهم ويرتب عمليات وصولهم إلى العراق وما هي الدول والحكومات* والمنظمات والجمعيات " الخيرية " المتورطة في هذا الأمر و التي تمول وتدعم الإرهاب ماديا و معنويا ؟، وكذلك من هي الحواضن و الأوكار التي تستقبل هؤلاء الإرهابيين وتؤويهم وتتستر على وجودهم حتى وقت قيامهم بعملياتهم الإرهابية أو الانتحارية بل و ترشدهم في أين ينفذوا أعمالهم الإجرامية ؟!..
سيما و قد خرجت إلى العلن والملأ حقيقة قيام النظام السعودي ــ على سبيل المثال و ليس الحصر ــ بدعم الإرهاب في العراق ، و ذلك وفقا لتقرير السفير الأمريكي السابق في العراق السيد كرستوفر ، هذا يعني بأن الإدارة الأمريكية على بينة ودراية من أمر هذا الدعم والتمويل و عندها خبر اليقين..
ناهيك عن دعم النظامين القطري و الإيراني للقوى الإرهابية والمليشيات المسلحة في العراق ..
هذا دون أن ننسى تواطؤ بعض أطراف الحكومة العراقية والمعارضة على حد سواء في دعم وتأجيج الإرهاب في العراق بهدف تقوية النفوذ السياسي وتوسيع التخندق الطائفي ، وذلك من خلال لعب دور الحامي الكاذب لطوائفهم ، بينما هذه الطوائف تتعرض لعمليات تطهير وإبادة جماعية مذهبية وعرقية منظمة ومتواصلة كالتركمان الشيعة في طوز خرماتو و الشبك في أطراف الموصل على سبيل المثال وليس الحصر..
لهذا فيجب على مجلس الأمن الدولي أن يعلم بأن العراقيين قد ملوا كل هذه الأطنان من بيانات وتصريحات الإدانة والاستنكار ، والتي لم تستطع أن توقف حتى عملية إرهابية واحدة من ألاف عمليات إرهابية التي جرت حتى الآن في العراق ..
و إنه ــ أي مجلس الأمن الدولي ــ إذا كان يريد حقا أن يساعد العراقيين و ينقذهم من هذه الوباء المستفحل والذي يسمونه إرهابا ، أن يشكل لجنة تحقيقية دولية وميدانية للنظر في خلفيات هذا الإرهاب المتصاعد بشكل جنوني ومسعور ، ومن يقف خلفه ويدعمه ويموله ويسهّل له كل مصادر و مستلزمات ديمومته وازدهاره في العراق من دول وحكومات ومنظمات و أجهزة مخابرات و جماعات وشبكات " خيرية " وتكفيرية وإعلامية واسعة تبدأ من الخليج ولا تنتهي عند حدود إيران ..
أما أن يلعب مجلس الأمن دور شاهد زور ويشيّع القتيل بدموع تماسيح فهذا الأمر لم يعد ينطلي على العراقيين بعد الآن ..

*(مجلس الأمن يدعو لتقديم منفذي الارهاب في العراق للعدالة

دان أعضاء مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات الموجة الأخيرة من الهجمات "الإرهابية" في العراق، والتي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين وجرح مئات آخرين.
وعبر رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي السفير الصيني ليو جيي، عن إدانة المجلس الشديدة لهذه الهجمات "الإرهابية". وقال ليو إن تلك الهجمات استهدفت عمداً المواقع التي يتجمع فيها المدنيون بما في ذلك المدارس ودور العبادة.
وأضاف في بيان صحافي "شدد أعضاء مجلس الأمن على ضرورة تقديم الجناة والمنظمين والممولين ورعاة هذه الأعمال المنكرة من الإرهاب إلى العدالة ــ عن مواقع ووكالات أنباء ) .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 27-11-2013     عدد القراء :  1439       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced