.. وماذا بعد
بقلم : عبد المنعم الاعسم
العودة الى صفحة المقالات

يمكن وصف المشهد السياسي الان بالاسترخاء، لكن المحمول على سطح ملتهب من الشائعات ومحاولات الاسقاط بين الكتل وحتى داخل الكتل، مع الترقب لما سيحدث على مدار الساعة، وبخاصة على جبهة التحالفات، إذ نتابع انفتاح جسور كثيرة من الحوار والاتصالات وحلقات البحث وجس النبض.
اما اذا صدّقنا القول بان الوضع يتجه الى التطبيع لتهيئة المسرح للتنافس الانتخابي الحر، كما يحاول انصار كابينة رئيس الوزراء تسويقه، فاننا سنكون ساذجين، مقابل ما يعتقده محللون بان الوضع مرتد الى الخلف ليقع بيد حلفاء السلاح من القاعدة والبعث، وهو الامر الذي يبقى في حدود القراءات غير الواقعية، لكن، اذا لم يتقدم المشهد العراقي نحو التطبيع ولم ينكفئ الى المشروع الارهابي، فما مصيره في نهاية المطاف؟
في بغداد، يقول مراقبون ان الامر بحاجة الى وقت طويل حتى تنكسر بعض حلقات التوازن التي تحكم روزنامة الاحداث، وبخاصة تلك الحلقات ذات العلاقة بالتجاذب بين الولايات المتحدة من جهة وايران من جهة اخرى، وثمة بين اولئك السياسيين، من الاكثرية البرلمانية حصرا، يأملون ان ينتهي هذا التجاذب الى شكل من اشكال الاتفاق، وقل الصفقة، بين الجانبين لكي ينعم العراقيون بعدها بالامن والاستقرار والاستقلال، ولم يعد احد من هذه الاكثرية من ينكر تاثير الدولتين الجارتين على امن واستقرار العراق، لكن المفارقة تتمثل في انهم لايحبذون ان يحل اليوم الذي يفرض عليهم اعادة ترتيب هياكل الشراكة في ادارة الحكم على نحو يغيّر موقعهم (كممثلي مكون) في سلطة القرار.
لكن ساسة اخرين ينظرون بعين الريبة الى اي تقارب بين الولايات المتحدة وايران، ويعتقد بعضهم بان هذا التقارب سيمر من على جثتهم ويدفع بهم الى هامش المعادلات، ويقول قيادي في هذا المعسكر: لقد تلقينا تطمينات من واشنطن باننا لن نكون ضحية صفقة، لكننا غير مطمئنين تماما، اننا مانزال شركاء في هذا القارب الذي تتقاذفه الامواج، ولا مفر لنا من المضي قدما الى الشواطئ التي لاتلوح لنا حتى الان، ويضيف، لو احسنا بناء صفوفنا وصفينا نياتنا لما تمكن الاخرون من تفريقنا واللعب على خلافاتنا.
“الى اين نتجه؟” تعالوا نبتعد عن الجواب قليلا.. ان الازمة تضرب جميع القوى المتشابكة في العراق. الكيانات السياسية تتفتت وتزداد تناحرا. الحكومة تتبعثر. القوى المسلحة وحدها تتقوى وتعربد وتلجأ الى ابادة المدنيين. دول الجوار لا تعرف ما تريد. اما قوى المجتمع المدني والديمقراطية فانها تراهن على نمو معادلة الشارع.. اقول تراهن، ونسيت ان اذكر انه عندما تسأل في بغداد احد السياسيين: الى اين نتجه؟ لايجيبك قبل ان يعرف من انت، ومن الذي اوحى لك بالسؤال، ومع ذلك سيكون جوابه شيئا من الرطانة.


“الطريقة الوحيدة لاكتشاف حدود الممكن هي تخطي هذه الحدود قليلا إلى المستحيل”.

آرثر سي كلارك -
مؤلف روايات الخيال العلمي

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 27-11-2013     عدد القراء :  1475       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced