مفتي السلطان ومصائب الأمة
بقلم : علي فهد ياسين
العودة الى صفحة المقالات

في أحدث تفسير لمصائب الشعوب , قال عبد العزيزآل الشيخ ( مفتي السعودية )ما يحل الآن في الأمة الإسلامية من مصائب هو بسبب الذنوب والمعاصي، مؤكدا على ضرورة إطاعة ولي الأمر ,وحذر"الشباب والفتيات من شر القنوات الإعلامية المغرضة التي تتقصد الدولة وما تقوم به من خدمة للإسلام والمسلمين ,لافتاً النظر إلى أن "تلك المواقع سيئة وتعد منبراً للفساد ونشر الشبهة والضلال !.
رسالة ( مفتي السلطات ) ترتكز على ثلاث , الاولى هي أن المصائب جاءت نتيجة ذنوب الشعوب , والثانية أن أعظم هذه الذنوب هي معصية الحاكم , والثالثة هي تحذير( الشباب والفتيات ) من شر القنوات الأعلامية التي تتقصد الدولة ( اي الحاكم ) .
في الأنظمة الثيوقراطية تكون توقيتات ومضامين رسائل المفتي مؤشراً على مايستشعره النظام من ضرورات التدخل لتحقيق الأهداف التي يعجز النظام دون فتوى عن انجازها , وهي في حالتنا هذه تكشف ماتتحسسه السلطات السعودية من أخطار تستهدف تقويض سيطرة العائلة المالكة بعد التطورات المتلاحقة في المنطقة والدور السعودي الفعال فيها وتاريخ السياسة السعودية المتحالفة مع الغرب والمتسببة باضرار جسيمة لجميع شعوب المنطقة بمافيها الشعب السعودي .
أن التركيز على الشباب وتحذيرهم من الأعلام تحديداً , يؤشر بوضوح من هواجس انتقال حركة التمرد التي قلبت الموازين في المنطقة , الى الشارع السعودي الذي لابد وأن يكون بانتظار شرارة الاشتعال التي تعتقد السلطات بانها قريبة جداً من الأنطلاق , لذلك جاءت رسالة المفتي كآخر دواء قبل وقوع المحظور.
الذي فات السلطات ومفتيها , أن عالم الالفية الثالثة لم يعد يتقبل هكذا صياغات فارغة من مضامين الاقناع , ولم تعد اسماء وعاظ السلاطين قادرة على تسويق الاكاذيب المفضوحة أمام حقائق الواقع المرير الذي تعيشه الاعداد المتصاعدة من الفقراء في كافة ارجاء المعمورة , والذي تنقله وسائل الاعلام بالصوت والصورة , وتتناول التحليلات العلمية أسبابه الحقيقية التي تتحمل الحكومات والرؤساء واصحاب رؤوس الاموال المتحالفين معهم ماتعاني منه البشرية من تصاعد للعنف والحروب والجوع والمرض والبطالة وتقسيم العالم الى شمال وجنوب واغنياء وفقراء , لابل حتى الكوارث الطبيعية من تصحر وفيضانات وعواصف هي نتيجة استهتار الاغنياء بقوانين الطبيعة .
أن من يمتلك حداً ادنى من الوعي في هذا العالم المفتوح , يعرف أن مضامين هذه الرسائل تهدف الى اسناد العروش التي أصابها الوهن وهي في طريقها الى الزوال بعد عقود من التسلط والفشل في تبرير وجودها , وسوف لن تنفعها هذه الوصفات التي أكل عليها الدهر وشرب , وأن التغيير قادم ولاتستطيع القوى الخائرة الوقوف بوجهه .

  كتب بتأريخ :  الجمعة 29-11-2013     عدد القراء :  1494       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced