العلاقة بين الأنتخابات القادمة وتصاعد العنف في العراق
بقلم : علي فهد ياسين
العودة الى صفحة المقالات

لازالت المسيرة ( الغرائبية ) للتحول الديمقراطي في العراق بعد سقوط الدكتاتورية قبل عشرة أعوام , تشي بالكثير المختلف عن كل تجارب الشعوب , والسبب الرئيسي لهذا الأختلاف ليس للشعب فيه ناقة ولاجمل , بقدر ماهو بالأصل نتاج ( الفرسان ) المتصدرين للمشهد السياسي ومن خلفهم ( جوقات ) اسنادهم من ( مناضلي) المرحلة , الذين تحولوا الى قطعان بمستوياتِ متعددة , تبدء من الصفوف الثانية لقوائم أحزاب السلطة وتنتهي بالمواطن المغرر به بشعارات , أن نكون أو لانكون , شعارات الأبيض أو الأسود , شعارات نحن أو عودة البعثيين , شعارات تنتخبنا أو يعود الآخر الظالم , عدو المذهب وعدو القومية .
لقد أفرز هذا الأداء ( المدجج ) بمختلف أنواع الأسلحة , بدءاً من الأعلام ومروراً بالتسقيط السياسي وليس انتهاءاً بالتفجيرات والخطف المفضي الى عودة كابوس ( الجثث مجهولة الهوية ) التي عادت بوتائر متصاعدة الى شوارع العاصمة تحديداً, اضافة الى تفجير المساكن وأغتيال عوائل بكاملها , وليس بعيداً عن رسائل التهديد لترك المنازل في أحياء بغداد , وصولاً الى تحريك الدعاوى القضائية النائمة منذ سنين , ليكتمل مشهد الحراب الطائفي الذي كان أساس النتائج الهزيلة للأنتخابات في دوراتها السابقة , والتي أفضت الى حكومة تدعي أنها مقيدة بالمحاصصة , وهي المنتجة لها والمعتاشة على نعمها ومردوداتها السياسية والاقتصادية .
من يدعي أن الوضع السياسي في العراق ليس مستقراً , نحيله الى الحقائق التي ترد على ادعائه , وهي أن الأطراف الماسكة بالسلطة منذ سقوط الدكتاتورية , لازالت هي نفسها المتحكمة بمقود السلطات الثلاث , ولم يطرء جديد لافي تقاسمها للمناصب ولا في منافعها منها , لكنها الى الآن لم تسعى الى تغيير أحوال البلد والمواطن الى الأفضل , فالبطالة ومستوى الفقر في تصاعد , والخدمات التي ترصد لها المليارات لاتكفل حماية دور المواطنين حتى من الأمطار , في مقابل حصول العراق على مرتبة متقدمة في الترتيب العالمي للفساد , وعجز هيئة النزاهة عن الحد من تجاوز منتسبي الأحزاب على المال العام أمام حماية المفسدين من أحزابهم المدعية النزاهة والموغلة بوحل الفساد .
أمام هذا الواقع المخزي لمدعي اعادة بناء العراق على أُسس ديمقراطية , تكون أنشطة الأرهاب المتصاعدة الآن وخلال مرحلة التحضير للأنتخابات القادمة متناغمة مع حرص الأطراف الماسكة بالسلطات على بقائها في مواقعها وبنفس نسبها في ثلاثية السلطات مع القبول بتغييرات لاتثلم من مكاسبها الحالية , وبأتفاقات تحت الطاولات وفي الغرف الخلفية ليبقى الحال على ماهو عليه , وعلى المتضرر الذي هو المواطن الأنتظار حتى أنتخاباتِ جديدة ّ!.
وحين يبرز السؤال , لماذا الآن تحديداً يستأسد الأرهاب ؟ , يكون الجواب الأكثر اقناعاً هو أن أطراف السلطة فقدت مصداقيتها أمام الناخبين , لأنها أدعت ولم تفي , فلم يبقى أمامها الا أن تعيد أسطواناتها المشروخة عسى أن يستجير بها المواطن الأعزل للبقاء على قيد الحياة .

  كتب بتأريخ :  الخميس 05-12-2013     عدد القراء :  1397       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced