لعل العراق قد بات الآن البلد الوحيد ـــ حتى بالمقارنة مع أفغانستان و الصومال ـــ كساحة حرب مفتوحة لصولات و جولات تنظيم " القاعدة " الإرهابي ..
فنحن نادرا ما نسمع في هذه الأيام عن حدوث عمليات إرهابية في كل من أفغانستان و الصومال إلا ما ندر ، مع إن افغانستان كانت ، و ربما ، لا زالت بؤرا وأوكارا لتخصيب الإرهاب و الإرهابيين ، بينما في العراق ما من يوم يمر دون حدوث عمليات إرهابية وذات نوعية ضخمة ومتقدمة مخلفة عشرات من الضحايا ..
فلماذا ازدهر الإرهاب في العراق بينما أخذ يقل وينحصر حتى في مواطنه الأول ، أو في بقية دول أخرى ؟..
فمن المؤكد بسبب التساهل و التواطؤ : فثمة أطراف سياسية وحزبية عديدة عولت و لا زالت تعوّل على الإرهاب وعلى التأجيج الطائفي ، أما من أجل الحصول على السلطة أو البقاء في الحكم لأطول مدة ممكنة ..
ولعل عدم اجتماع الحكومة ولا البرلمان خصيصا لمناقشة مسألة تفاقم وتصاعد وتائر العمليات الإرهابية في العراق ووصولها إلى أخطر مراحلها عنفا وتدميرا وجنونا وتحديا مثلما الآن ، لهو أكبر دليل على هذا التساهل والتواطؤ ، سيما إن ثمة مدنا ومحافظات برمتها قد باتت الآن تحت هيمنة ونفوذ و سطوة تنظيم القاعدة ، ومع ذلك فلا يُتخذ أي إجراء جدي وحاسم ، باستثناء إجراء عقيم ومتجسد بتبديل قائد أمني هنا أو هناك ، وهو أمر ليس له أي تأثير حاسم وفعلي للحد من هذه العمليات الإرهابية المتواصلة التي بدأت تأخذ طابعا نوعيا أخطر مما في السابق و ذلك من خلال الهجوم الصاعق و احتلال مؤسسات ومرافق الدولة والحكومة الأمنية وقتل أو جرح وبشكل عشوائي كل من يتواجد فيها ..
و بما إن هذه العمليات ألإرهابية قد وصلت إلى مديات خطيرة جدا لا يمكن السكوت أو التفرج عليها ، وبما إن الحكومة والبرلمان لا يعالجان مسألة الإرهاب المنتشر و العاصف والمتفاقم في العراق والمتخذ طابع التطهير و ا لإبادة الجماعية ، ولا يعتبرانه من أهم المسائل الخطيرة التي تواجه المجتمع العراقي و بكل مكوّناته ، بل و أكثر خطورة من أية مسألة أخرى ، فلا مهرب من أن تأخذ النخب العراقية الثقافية والأكاديمية المعنية بالأمر على عاتقها معالجة هذه المسألة حتى ولو من خلال التوجه إلى مجلس الأمن الدولي ..
لقد طفح الكيل : كيل الإرهاب ولا يمكن السكوت والتفرج عليه كقطيع خراف مستسلمة لهجوم الذئاب شرسة !..
كتب بتأريخ : الخميس 05-12-2013
عدد القراء : 1463
عدد التعليقات : 0