عشاق جبهة الحوار "الوطني"
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

تزدهر في العراق كل موسم انتخابات، صناعة المقاومة وشتم الأمريكان "المحتلين"، والتلويح بقطع انف اوباما، لو انه فكر فقط مجرد تفكير ان يدس هذا الأنف الأسمر في الشأن العراقي، وتنتشر برامج ممارسة فنون الدجل والشعوذة على شاشات التلفزيون وفي الصحف ووكالات الأنباء.. ويظهر على الملأ مقاومو الأمريكان، ومحررو الأرض العراقية شبراً شبراً، يختلفون في الأسلوب ويلتقون في رفع عدد الكوارث التي تعرض لها الشعب العراقي بسببهم.
بطولات من نوع مضحك أو من نوع أكثر إضحاكا..فهناك السياسي الذي افلس في تقديم خدمة لناخبيه فراح يهاجم الصهيونية والإمبريالية العالمية التي تآمرت عليه وجندت مخابراتها لإسقاط مشروعه النهضوي..وهناك من يخبرنا بأن الموساد خطط لاغتياله لأنه رفض ان يساوم على أرث العراق وتاريخه... مجموعة احاديث وقفشات يمضي معها العراقيون لياليهم وهم يصغون الى صالح المطلك يروي " عنترياته "، والمالكي يسرد مغامراته في فتح امريكا،وعدنان الدليمي وكيف اجبر بريمر على الانحناء أمامه، أخبار تفيد منها الفضائيات، وهي تتنافس على تقديم كل ما هو مسلٍ وممتع للمتفرج.
يحصي العراقيون كل يوم.. ما تحقق من وعود السياسيين، وما لم يتحقق، وكانت النتيجة حوالي صفرعلى صفر.. وهذه كماهو واضح نسبة ربما تدخلت قوى عظمى لفرضها على الناس من اجل تشويه صور سياسيي العراق الجديد. ولكن مَن مِن الناس سوف يتذكر ان احد النواب او المسؤولين قدم مشروعاً وطنياً خالصاً.. لكنهم يتذكرون حتما ان سياسيينا يتقاتلون من اجل مصالحهم ويزلزلون الأرض حيثما يشاؤون، وينشرون الخراب في معظم مدن العراق.
اليوم يخبرنا صالح المطلك، ان الذين انشقوا عن كتلته إنما هم من "الشخصيات اللاهثة وراء أموال السحت الحرام " ولم تنس كتلة المطلك ان تقدم لنا نبأ مفرحاً وطمأنينةً جارفة.. فالجبهة التي يقودها المطلك الى ذرى المجد لم ولن - حسب البيان طبعا – " تساوم على مشروعها الذي اختطته لنفسها منذ بداية تأسيسها لمناهضة المشروع الأمريكي بكل حلقاته، لاسيما وأنها ولدت من رحم العراق".
إذن سيادة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء يبلغ شعبه وعموم شعوب الكرة الأرضية، انه لن يتخلى عن الإطاحة بالمؤامرات التي يحوكها قادة البيت الأبيض لسرقة الإنجازات التي تحققت منذ ان جلس المطلك على كرسي المسؤولية. لذلك على كل من تسول له نفسه أن يزور الوقائع والتاريخ، أن يتذكر أن مقاومة صالح المطلك لن تتوقف وهي دائمة التجدد والازدهار.
صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني، يقاوم المشروع الأمريكي للهيمنة، وصالح المطلك نائب رئيس مجلس الوزراء، يبحث مع السفير الامريكي في بغداد مجمل العلاقات الثنائية بين بغداد وواشنطن والتركيز على تنفيذ بنود اتفاقية الاطار الستراتيجي المبرمة بين حكومتي العراق وامريكا.. ولاينسى ايضا ان يتحدث مع ممثل "ماما" أمريكا، حول التحديات التي تواجه العملية السياسية وضرورة إجراء مراجعة شاملة لها – طبعا هذه المراجعة لا تتم إلا برعاية العم أوباما -.
المثير حقا هنا هو صمت السيد المطلك وجبهته على الفساد المستشري في كل أركان الحكومة ومؤسساتها، وعدم اقترابه من ملفات يكفي سطر واحد منها إلى إسقاط أعتى الحكومات في بقاع العالم المتحضرة.. ان هذا الصمت يبدو مثيرا للهواجس، وكان حرياً به أن يسارع هو إلى البرلمان مطالباً بفتح تحقيق فوري في هذه المهازل التي حدثت، إننا لم نسمع أن الرجل غضب مماجرى أو اعترض، أو هدد برمي استقالته في وجه الحكومة، ولم اسمع انه داهمته حالة حزن وغضب مما جرى حوله، لكن الحقيقة تقول ان المطلك جزء من المشكلة التي نعانيها اليوم حين يتصرف مثل باقي السياسيين باعتبارهم أبطالاً في فيلم كاوبوي.
تذكرني احاديث سياسيينا، بحكاية نابليون مع زوجته جوزفين، فزوجة الإمبراطور ظلت تخدعه من أجل تعيش مع عشيقها في باريس، مرة تكتب له بأنها حامل وتحتاج الى عناية الأطباء، ومرة تخبره ان الشوق اليه جعلها طريحة الفراش.. وحين اكتشف نابليون الخديعة متأخراً، قال لاحد مساعديه ماذا افعل؟ فنصحه بان يتخذ عشيقة، علها تنسيه خيانة جوزفين.. كل بداية انتخابات يكتشف العراقيون ان هناك من يضحك عليهم ويخدعهم اكثر من زوجة نابليون، ويصر على ان يتخذ من اوباما عشيقا في السر فقط.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 13-12-2013     عدد القراء :  1539       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced