ترحيل اللاجئين السوريين من البصرة سلوك لا إنساني ونكران للجميل
بقلم : مهدي قاسم
العودة الى صفحة المقالات

تناقلت وكالات أنباء ومواقع أخرى خبرا عن إقدام ما تسمى ب" خلية الأزمة " في البصرة على ترحيل اللاجئين السوريين عن هذه المدينة الجنوبية ، التي كانت معروفة ــ بشكل عام ــ بأصالة و طيبة سكانها و اندماجهم وانفتاحهم و تفاعلهم الحضاري و الإنساني على الغرباء ، وقبولهم للأخر والتعايش السلمي مع الذين كانوا يسكنون المدينة بدوافع تجارية أو وظيفية أو دراسية ، فكيف الأمر بلاجئين غرباء هاربين من جحيم الحرب الأهلية ومن طاحونة القتل اليومية كالأخوة السوريين الذين استقبل بلدهم أكثر من مليون عراقي ــ ان لم يكن أكثرــ في أزمنة الملاحقة و المطاردة والقمع الصدامية ، فضلا عن أزمنة الحروب و الحصار الاقتصادي والنزوح والهجرة والهروب من الاحتراب الأهلي ما بين عامي 2006 و7 00 2 حيث كانت دمشق ومحافظات ومدن سورية أخرى تعج مكتظة بمئات آلاف من العراقيين النازحين و المهجّرين ..
فمن منا لا يتذكر ذلك ؟! ..
فنسأل : كيف يمكن لشخص أن ينسى كل هذا ، و أن يكون ناكرا للجميل لهذا الحد المخجل ؟!..
إنه تصرف معيب فعلا ، عملية الترحيل هذه ، ويدل على غياب كامل للتعاطف الإنساني !..
أم إن هؤلاء قد نسوا بأن ملايينا من العراقيين لا زالوا يعيشون في بلدان اللجوء ..
هذا دون أن ننسى بإن سوريا كانت هي البلد الوحيد من دون البلدان العربية الأخرى الذي كان يستقبلنا نحن العراقيين ، بدون قيود أو شروط على صعيد الفيزا و الإقامة ، وإذا ببعض من ساسة ومسئولين عراقيين ــ الذين ربما أن بعضا منهم كان لاجئا في سوريا هو الأخر ـ ولكنه نسي الآن كل ذلك ــ إذا بهم يضيقون ذرعا ببضعة مئات من اللاجئين السوريين في البصرة ويرحلونهم ، بدلا من فتح لهم أحضان المودة مع تقديم كل أنواع العون والمساعدة الضرورية ..
ولكن لماذا كل هذا الاستغراب والاستعجاب من سلوك لا إنساني كهذا ؟!..
فأليس إن هؤلاء الساسة والمسئولين المتنفذين هم أنفسهم أو بعضا منهم فقدوا أصلا حس التعاطف مع أبناء وطنهم العراقيين المحرومين ؟!..

  كتب بتأريخ :  الإثنين 16-12-2013     عدد القراء :  1624       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced