روداو ...شهيد من شعاع شمس
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

روداو.... كيف اخترت لنفسك هذا الشعاع الفضي من اشعة الشمس، وكيف تلبسك بكل جنون الشمس وعنجهيتها، لهذا تمردت عليها حتى تبرهن من أن الأنسان اقوى من ليالي الظلام، ولهذا  أيضا حملت البندقية قبل أن يشتد عودك على حملها، وبدأت المقاومة دون أن تنتظر قرارا من أية جهة، كان هاجس الثورة في روحك ينبوع نهر رقراق، يتفجر ماؤه بعفوية روحك الطافحة إلى كل ما هو جميل، انتميت إلى معنى الثورة وكنت تحلم بعالم يسبح في شعاع من بنفسج، لهذا كانت الماركسية مرشدك الأول، والطموح إلى انسجام الماركسية مع الافق القومي يبدو أضيق من خرم الابرة إذا عرف المرء كيف تتناسق خيوط التوحد بين الاممية والقومية، لهذا أخترت في البدء طريقا حسبتها توصلك إلى مبتغاك، وإذ ضاق الوصل عدت بكل حبك إلى الحاضنة الأصيلة كنت بيننا عصفور يحمل بين جناحيه الحب لمعنى الإنسان، غادرت كل ما يتعلق بماض ضيق مثل مدخل مغارة حجرية في قمة جبل، ورسمت لنفسك خريطة من وهج الحب للناس جميعا، لهذا كانت أحاديثيك بين جموع الفلاحين لا تتجاوز إلهة الحب الشيوعي لكل الفقراء، تنثر بينهم مبادئ العدالة الاجتماعية وتصوغ لهم طموحات الشيوعيين بيادر حب وإلفة ومحبة، لا أدري ما الذي حرض فيك العودة إلى قريتك رغم أنها لم تكن بعيدة عن مقر الفوج الثالث، هي عند بوابة وادي الخيول لهذا يدعونها (دركَه لي)، لم تكن الساعة حانت كي يبدأ القصف المدفعي، ولم تكن رغبة ملحة في الذهاب القرية، ها انت تراني ادخل في عالم الغيبيات، وكأن كل شئ حدث بفعل الصدفة أو القدر!! الطريق النازلة من مقر الفوج إلى بداية الوادي هي طريق متعرجة نوعما، تحيط بها القمم الجبلية لسلسة جبال متين، ومن الصعوبة أن تحقق مدفعية النظام هدفا لها هناك، فكيف سقطت هذه القذيقة قريبا منك لتمزق أحشاءك اعرف أنها كانت أكبر من مفاجأة لك..ولكن هل تدري هي اصغر من حزن أمك. في اليوم الثالث لاستشهادك وكنت ُعائدا من مفرزتنا الأنصارية، وقد سمعت باستشهادك حينها، وجدت امرأة عرفتها أمك دون مواربة، سألتها خالة ..يا خالة عمَّ تبحثين؟ قالت أبحث عن أصابع سعيد، تذكرت من أنك تعودت أن تضع اصابع يدك اليمنى تحت( البشتين) وهي عادة لم تتجاوزها، كانت أمك تبحث عن أصابعك وتنظر إلى الطريق الذي أختطفتك منها، لأنك أبنها البكر، كانت تعاتب الطريق الواصلة إلى القرية.
(تاكل بروحي الليالي واشتكليك
يمه أرجع وينك أنته
وأرسم همومي بطريقك مره وأكتب
بس تعالوا مره يمته
يالطريقك بيه يشعر من أساله
ما يجاوب يبجي سكته
يالماخذ وياك الشمس أرجع
يا باجر وحلم الامس أرجع
مجبوره أقبل عذر )
• روداو..هو الشهيد سعيد اسماعيل صبري من قرية دركه لي في برواري بالا

  كتب بتأريخ :  الإثنين 23-12-2013     عدد القراء :  1684       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced