عام 2014 هل هو عام تفاؤل ام تشاؤم ؟
بقلم :
العودة الى صفحة المقالات

نقترب من اطلالة العام الجديد , ورحيل عام اخر , من المصائب والاهوال التي عصفت بنا , دون رحمة او شفقة , سوى الشراسة والوحشية وانتهاك القيمة الانسانية , واهدارها بثمن رخيص . فمن محنة الارهاب الموي , الذي تصاعد بشكل مخيف ومرعب , في السنوات الاخيرة , وهو يحصد المواطنين الابرياء كل يوم . والى سرطان الفساد المالي والاداري , وانتشر كالوباء الطاعون , واصبح روتين عادي وظاهرة مألوفة , تعيش معنا كظلنا , في الواقع الفعلي والملموس , وبحماية ورعاية كاملة لعتاوي الفساد , التي سيطرت بشكل كامل على المشهد السياسي , واصبحت هي البندول والبوصلة السياسية , التي تتحكم في مصير الوطن والمواطن , وراحت تتفنن في ابتكار طرق واساليب جديدة , للابتزاز والاحتيال , لنهب اموال الدولة وخيرات الشعب , بشهية ضمأنة الى المال الحرام . وكذلك شهدت الاعوام المنصرمة , تصاعد الخطاب الطائفي والمد الطائفي بثقافته المتعصبة بشكل اعمى , بزرع بذور الكره والحقد بروح الانتقام , وصارت الاحزاب الطائفية , هي التي تقود مقود البلاد والمسؤولية , حتى تفجرت الازمات الطاحنة واحدة تلو الاخرى ,وقادت العراق الى طريق مسدود ومظلم . واصبح من المقدسات الاولى للبلاد , هي الولاء والانتماء الى الطائفية , على حساب هوية الوطن , والانحدار الى طريق خطير نحو الانتماء الى العشيرة والعائلة والحاشية المقربة , في الاستحواذ على المناصب والنفوذ , لتحقيق الاطماع الضيقة والانانية , بالجشع المجنون . وكما اتسمت السنوات الاخيرة بضعف الحكومة وعجزها وشللها , في معالجة المشاكل والتحديات التي تواجه البلاد , ولكن الطامة الكبرى التي عززت عجلة تدهور البلاد الى الانحدار الخطير , وظهر بشكل واضح للعيان , هو الفقر السياسي ونقص الخبرة والكفاءة والنضج في تحمل المهام والمسؤولية , التي تكمن بشخص المسؤول التنفيذي الاول للبلاد , السيد رئيس الوزراء , وتميزت فترة حكمه لثماني اعوام , في اطلاق يد عتاوي الفساد بان تسيطر على العصب الحيوية والحساسة , في مرافق الدولة , بان تلغف وتسلب وتسرق وتمارس اللصوصية العلنية , بما يطيب لها من السحت الحرام , دون مراقبة ومتابعة ومحاسبة , حتى صار شعار الحكومة المفضل ( التكريم للفاسدين والعقاب للشرفاء ) , ولهذا يتبادر الى الذهن , ماذا يحمل لنا العام الجديد 2014 ؟ وماذا سيكون مصير البلاد ؟ وهل سيختار العراق الطريق السالك الى شاطيء الامان , ام سيختار الطريق الوعر المعبد بالالغام ؟ كل هذا يعتمد على افرازات نتائج الانتخابات التشريعية القادمة , التي هي على الابواب , في غضون شهور قليلة , سيجرب العراقيين حظهم من جديد , في اختيار قيادة جديدة ستتولى شؤون البلاد , والتي ستتحكم في مصيره ومستقبله . هل سيختار الاحزاب الطائفية , حتى يستمر الصراع الطائفي العنيف , وقد يقود الى اشعال الحرب الطائفية بالصراع الدموي . ام يختار العقل والحكمة ويختار هوية الوطن والانتماء اليه , وعند ذاك ممكن ان يساهم الناخب العراقي , في اشعال بصيص الامل والنور , والتفاؤل بالغد , ان الكل يتطلع الى الناخب العراقي , وانه سيتحمل المسؤولية الكاملة , في اختيار اعضاء البرلمان القادم , ان مصير العراق السياسي في يد ابناءه الذين سيشاركون في العملية الانتخابية , ان يختار احد الطريقين , اما ان يختار العراق بحروفه الكبيرة , واما ان يرضخ الى الظروف الطائفية بحسن نية او سؤ نية , وينحاز الى الاحزاب الطائفية التي فشلت في اصلاح العراق , في مدى عقد كامل من الاعوام

  كتب بتأريخ :  الجمعة 27-12-2013     عدد القراء :  1472       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced